الثقافية- حائل - عبدالعزيز العيادة:
فجأة توقفت خطوات جار الله الحميد وأصبحت رهينة توقف إجباري.. فجأة تحولت كل الأنظار إلى أسفل مقود سيارته إنه جارالله الحميد لا يعلم ماذا جرى، وفي حالة لا يحسد وتخيلوا المشهد وجار الله قد نجا من حادث.. والسؤال يعلو على كل قمم (الاهتمامات).. الاهتما (ماذا).. مات!! لا لا جار الله بإذن الله سيبقى بيننا.. وهنا صرخ آخر وهو في حالة أقرب للبكاء كيف كان الحادث المروري؟ وماذا عن هذا المبدع؟ لتنطق مرارة مشاعر أحبابه بألم هل هو الوداع الأخير هل سيفارقنا جار الله سريعا؟!!
إنها لحظات الحوادث الصعبة لسيد القصة وأميرها والذي وجد نفسه بلا استعداد أو تهيئة ممددا فوق سرير العناية المركزة غارقا في غيبوبة لا احد يعلم بماذا ستنتهي؟!
وقفت هناك واستعدت كل الروائع التي أهداها لنا فبكت دمعة وسألتها إلى أين وقالت وداعا فإن الدموع التي لا تبكي جار الله الحميد لا تستحق أن تبقى هنا في العين ولا أن تكون مجرد دموع!!
ولكن ساعات الانتظار طويلة وساعات الخوف موحشة وأم تغريد وبناتها بكل مشاعر الفقد والحزن والألم كنا في حالة إغماءة أخرى حتى وان كنا يسرنا على أقدام جثث تنتظر استعادة الروح الغائبة عنهن في أطيب وأقرب إنسان لهن (جار الله الحميد)!!
هنا كان لثقافية (الجزيرة) زيارة إلى الأديب والكاتب والأستاذ جار الله الحميد الرمز الإبداعي المتجدد والإرث الحائلي الثمين والغالي وهو على سريره الأبيض كقلبه النقي وهو يوزع ابتساماته المحبة لكل من حوله ولكل زائريه أعداء الأمس أو أصدقاء الحرف أو المقربين أو حتى المقصرين معه وأولئك الغائبين عنه منذ زمن وقد عادوا!!
فقال: أشعر بغربة دائمة كانت ولازالت تقلقني ولكنني شعرت من خلال مشاعركم بدفء رائع أعاد لي حيويتي رغم كل الآلام!!
يذكر أن جار الله الحميد قد نجا من حادث مروري كاد يتسبب في وفاته وأصيب على إثره بعدد من الكسور والكدمات وتم إدخاله لغرفة العناية المركزة في مستشفى الملك خالد بحائل قبل أن تتحسن حالته وينقل إلى الأقسام الداخلية وتجرى له عدة عمليات جراحية في يده اليمنى والتي كان يردد دائما في أحاديثه الجانبية سابقا مع من هم حوله: (يمنى لا تكتب يسرى) فهل تنبئنا الأحداث القادمة بحكمة جديدة تؤكد بأن لا فرق بين يمنى ويسرى إلا بمقدار الإبداع والتحدي والإرادة.
وهل جار الله وبعد شفائه من أن يجيب عن هذا السؤال؟!!