أمن الليل حين غمّ فأظلم
أم هي الروح هكذا تتكلم
عد إلى النوم ما أصابك إلا
رهبة الموت فالمنية أعظم
سكن الرعب في حياتك حتى
لترى الموت ساخراً يتهكم
يالعمر عليك يحسب عمراً
وبه كل غفوة لك مأتم
فإلى ما تفر دون نجاة..؟!
وإلى كم تفر وهو محتَّم
لا تخف.. طالما وفيك بقايا
من حياة كهذه فستسلم
أفلا اعتدته وهل لك إلا
- بعد طوال العذاب - أن تتأقلم
أنا لا بأس بي ألفتُ جنوني
وتحسستُ وجههُ المتجهم
وتأملته.. فأدركت أني
ليس لي غير ما مضى وتقدم
فتعلمت أن أعيش كشيء
جامد.. لا أعي ولا أتوهم
سنوات قضيتها منحتني
هبة الصمت حينما أتألم
فإذا ما خشيت ظلمة ليل
وتذكرت أن صبحك أظلم
وتبدت لك الحياة كهمّ
سرمدي.. فحين ذاك ستفهم
قلق هذه الحياة.. فدعها
ولعلّ الذي يخيفك أرحم