هناك سيادة مطلقة قد تصل أحياناً إلى حد الجبروت..!!
لكن صاحب هذا الحق في (السيادة) هو شخص واحد، ربما كان قائداً أو مسؤولاً عن جماعة كوّنهم (هو) بنفسه ...
أو ربما كونوا (هم ) أنفسهم ف( انضموا) إليه بإرادتهم!!
يمارسون على بعضهم السلطة والخضوع ..
قانون منظم بينهم (ساري) المفعول ..!!
لا يقبل التغيير لأنه يندرج تحت قائمة (الطبيعي ) جداً..
يكتشف (مجموعة) من الناس أنفسهم صدفة فيخلقون بمخيلتهم (حزب) صغير يرغمونه على التوحد داخل خلايا أجسادهم، يمنحون لأنفسهم الحق بالتدخل بشؤون الآخرين..
مدعين بذلك أنهم أصحاب السّيادة وأن لهم مزايا ليست عند غيرهم..!!
ربما هي فلسفة الحق.. فلسفة (الإصلاح) التائهة الباحثة لها عن أفكار
محجوزة في علب زجاجية صغيرة سريعة الانتشار, قوية حدّ الإحراق....!
تختبئ في مخيلة مارد يدّعي أن بيده تنظيم حياة البشر ..
قادر على الحفاظ على توازن الجميع..!
مستعد في جميع الحالات الطارئة للقيام حتى بأعمال مشينة غير (أخلاقية) وذلك من أجل الحفاظ على إسعاد (سيده)..!!!!
يعلن ذاك السيد المتخبط في ظلام (علمه) نصراً وهميّا كان هو بحاجته (جداً)..
يضطر (أحياناً) أن يمد قدمه في طريق عام يجبر المارة بالاستماع لأقاويله بنظره أنه ينصحهم
يتناسى بذلك حديث الرسول الكريم « عن أبي هريرة « رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )
حديث حسن - رواه الترمذي وغيره -
وبأن الطبيعة الإنسانية ميالة للأخطاء بطريقة عفوية جداً..!
وبأن الإنسان (العاقل) لا يمكنه الاعتماد على حسن نواياه ولا على دقة أعماله..!!
فحينما يخطئ بالتبرير للعامة أو يتهرب من ذلك كيف له أن يقدم تبريراً ل(الله) عن أفعاله غير المدروسة مسبقاً..؟!!
وبالتالي، فإن وظيفة (الوساطة) التيّ اتخذها لنفسه والتي تمنحه الدخول في نوايا الناس وبأنه هو أقرب لله منهم ستصبح هشة جداً..!!
هي رسالة قصيرة للأشخاص الذين يحاولون الحد من ثقة الآخرين بأنفسهم ..
للأشخاص الذين يتحدثون كثيراً في الخفاء أو بالهمس..
غير المطلعين والمتفائلين جداً بتعليمهم (القديم)..!
آن لهم أنّ يعلموا أنّ تجذر الإيمان في باطن الإنسان هو من يقوده بطريقة غريبة جداً (للسعادة) والراحة وعدم (الظن) في إيمان الغير..!!
وأنه ينقل الإنسان بين عالمين مستقلين هما العالم (الروحي) المتمثل ب الإيمان والعالم (الجسدي ) والمتمثل ب الجماعة .. !
لكن ذاك الإنسان لابد أن يثقف نفسه أكثر ويحصن روحه كيّ لا تتساقط في حفر التائهين..!
وكما كتب (نيقولا ماكيافيلي) في كتابه (الأمير).... (أن ثمة فارقاً كبيراً بين الحياة كما هي وبين الحياة كما يجب أن تكون، ذلك أنّ الذي تقتصر رؤيته على ما يجب أنّ يكون لا على ما يحدث فعلاً، فإنه يقوم فعلاً بتدبير حياته لا الحفاظ عليها.. فالإنسان الذي لا يريد إلا الخير دائماً فإنه سيدمّر حتماً وسط العديد من الناس السيئين)..
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244
عنيزة
sara.alzonaidi@gmail.com