القطط هي عشقي منذ الصغر ولا زالت عشقي حتى الآن ولديّ الكثير منها في المنزل ومن الأمور التي أحمد الله عليها إن مساحة البيت تتسع لها وللدخلاء من قطط (السكيك) بالرغم من أن هذه الأخيرة تتسبب في بعض الأضرار المعنوية لقططنا (المتربية كويس) إلا أنها محل ترحيب مني ومنها وعادة تكون هذه القطط جائعة ومفجوعة فتأكل الأخضر واليابس مما تركته قططنا البطرانه وعندما تعتاد هذه القطط الدخيلة على المنزل والأكل تبدأ باستفزاز قططنا المسالمة اللطيفة وتحاول طردها من ممتلكاتها ويحدث هذا عندما يخيم الليل ونكون نحن أهل البيت في (سابع نومه)!.
صديقاتي وجيراني وأقربائي وكل إنسان يدخل بيتنا يتذمر من وجودها ومن مشاهدتها وهي تتمخطر بدلال وثقة في حديقة المنزل ذهابا وإيابا وكأنها صاحبة الحلال.
ذات يوم قالت لي إحدى صديقاتي - وهي تكره القطط كره العمى - لما لا تطعمي المحتاجين بدلا من القطط ؟ قلت لها من هم المحتاجين في دبي؟ أنا لم أشاهد أحدا منهم ! ثم إن الإنسان يستطيع إطعام نفسه لديه عقل يتدبر به أموره أما القطط فليس لها من يطعمها فالناس يأخذون بقايا طعامهم ويضعونه في أكياس بلاستيكية سوداء يسدون منافذها بإحكام وكأن الطعام سيهرب منها ثم يرمون بها في صناديق القمامة وقبل آذان الفجر يكون عمال البلدية قد رحّلوا تلك الأكياس إلى أماكن لا يعلمها إلا الله لذا علينا مساعدتها ومساعدة كل حيوان ضعيف الم يقل الرسول الكريم (فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ)؟
ديننا الحنيف دين رحمة وعطف لكننا للأسف أخذنا نهتم بالشكليات الخارجية وأصبح الدين صلاة وصيام وعمره وحج فقط بينما السلوك اليومي لهذا الإنسان قسوة وقطيعه وكذب وحقد وتحايل، حاولت إقناع صديقاتي المتدينات بان الدين لا ينفصل عن السلوك لكنني عجزت، إحداهن قالت أثناء مناقشتي معها هذا الموضوع (الصلاة عمود الدين) وهي التي ستدخلني إلى الجنة !!
وبعيدا عن تعنت صديقاتي اشعر أن العلاقة بيني وبين القطط ليست علاقة إنسان بحيوان بل هي علاقة روحية بالدرجة الأولى، اشعر بها تماما كما يشعر بها الإنسان تجاه الإنسان.. اجزع لجزعها واحزن لحزنها وأخاف من خوفها وعندما يحدث وأشاهد قطة مدهوسة وملقاة على طرف الطريق يتملكني حزن عميق أتخيل ألمها وخوفها في تلك اللحظة أتخيل وحدتها في ذلك المكان الموحش أتخيل صراعها مع الألم ومنازعتها للروح، اعلم إن حديثي هذا قد يكون مضحكا لدى البعض لكنها مشاعري الحقيقية التي تعذبني أحيانا، أنا فعلا استغرب قسوة المحيطين بي وكرههم الغير مبرر لهذه الحيوانات الضعيفة ! فما الذي سيضر إنسانا لو انه رما لها بقايا طعامه أو تجنب دهسها بسيارته أو إيذائها بأي شكل من الأشكال .. لا شيء سيضره لكنها النفس البشرية المظلمة تلك النفس التي ملئت الأرض خرابا ودمارا تارة باسم الدين وتارة باسم الحرية.
كنت سأتمنى أن تكون لدينا جمعيات لحفظ حقوق الحيوان لو إن جمعيات حقوق الإنسان أدت واجبها في الوطن العربي لكنني سأكون كمن يطالب بحقوق الإنسان الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي.
إشارة:
يقال أن (القطط تحب خنّاقها) ويقال (من عاشر القوم أصبح مثلهم) وقد تطبعت بهذا الطبع السيئ وأصبحت أثير المتاعب لمن حولي واتخانق مع من أحب من الناس أما الذين لا اتخانق معهم ولم اتخانق معهم حتى الآن فانا في الغالب لا (أحبهم)!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7904» ثم أرسلها إلى الكود 82244