اليوم بدأت تتضح لدي الرؤية، بل أعتقد أنه ربما تحاملنا قليلاً على معرض (نوافذ) الذي أقيم في مايو 2007 بالمتحف الوطني في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمشاركة 18(سيدة) سعودية و30 (سيدة) إيطالية من تنظيم السفارة الإيطالية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام وجمعية النهضة النسائية، وقد استبدلت كلمة فنانة تشكيلية كما نشر في معظم الصحف إلى سيدة، لأن المشاركات في مشارب متنوعة الفن التشكيلي جزء منها فقط.
أقول هذا بعد أن التقيت براعية الفكرة الأساسية التي حملت معها حلم فتح نوافذ وأبواب للحوار الايطالي السعودي من خلال المرأة؛ وهي حرم السفير الايطالي السيدة روزاريا آوريا.
التقيت بها وشرحت لي فكرتها وهي أبعد ما يكون عن المعرض الفني لأفضل المبدعات تشكيلياً في السعودية وايطاليا (وهي الرسالة التي وصلتنا سابقا للأسف)، إنما هو حوار (حسي) استخدمت فيه الحواس الخمس (البصر- الشم - التذوق- اللمس- والسمع) لفتح باب التحاور.
استخدمت حاسة البصر في الأعمال الفنية البصرية كمدخل للحوار دون الاعتماد على مجال محدد أو مستوى أداء، بل إتاحة الفرصة لمن تتحدث أعمالها وتخلق حواراً ثقافياً مناسباً لكل المستويات، أما حاسة الشم فقد شاركت فيه المرأة التي تصنع العطور، بينما التذوق طرح موضوع ثقافتنا في المأكل، وهل هناك أفضل من التمر وسيلة حوار قدمتها الوطن، أما اللمس فكان بالمشغولات اليدوية وحتى الأعمال النحتية لأنها ببساطة ذات ثلاثة أبعاد، وإن تجنبت الفعالية الحوار الموسيقي المباشر إلا أن حاسة السمع تم تفعيلها بالطرب الناتج عن نظم الأبيات الشعرية أو الحوار السردي من خلال القصة. فكان الحوار وكان البحث عن الروابط التي أحس بها من شارك في الاحتفالية ومن زارها زيارة مستفيضة يقرأ فيها ما بين السطور.
أيضا تسمى المعرض أو الفعالية عربياً بالنوافذ وهو يحكي بطرافة أسلوبنا الشرقي الذي نهاب فيه الآخر ولا نجعله يرانا سوى من نافذة؟ أما هم فاستخدموا عبارة العتبة التي تتقدم الباب، كناية عن الدعوة للدخول وهو أمر لمسناه من الثقافات الغربية التي أصبحنا نعي فيها أكثر بكثير مما يعرفون عنا.
ولكن لسبب ما كانت نافذتنا شبه مغلقة، ولكن أتمنى أن تفتح على مصراعيها، وان تتسع أكثر وأكثر، بل أحلم أن نهدمها يوما ما كي نحولها إلى بوابة.
الرياض
msenan@yahoo.com