تأليف: عبد الغني عماد - بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية
سؤال الثقافة شغل السوسيولوجيين والأنثروبولوجيين ولا يزال. وهم لطالما ردّدوا أن الثقافة هي لحظة ما بعد الطبيعة، ولأنها كذلك فهي طريقة في معرفة الأشياء وفي إدراكها. والمعرفة والإدراك يتمان من خلال إنتاج صور ذهنية تسبغ المعنى على الأشياء والظواهر، وتؤسس معايير لفهمها من خلال ترتيب العلاقة بين عناصرها بحيث تتّضح الغاية منها.
يهدف هذا الكتاب إلى طرح إشكالية الثقافة، ويستعرض أبرز المقاربات الأنثروبولوجية والإيديولوجية والسوسيولوجية التي تناولتها بالنظر والتحليل. وهو يتوقف عند تأثرها بظاهرة العولمة والتفاعلات الحادثة والمصاحبة لها بفعل التطور الهائل على صعيد تقنيات الإعلام والاتصال عموماً، والذي ازدادت أهميته مع مطلع هذا القرن الجديد بما لا يقارن مع ما كانت عليه الحال في القرن الماضي، ما يستوجب إعادة تحليل ظاهرة الثقافة، ودراسة كيفية اشتغال العناصر الثقافية وتفاعلها بعضها مع بعض.
يقع الكتاب في (363) صفحة من القطع العادي.