في البداية يسرني، ويشرفني أن أعلن رفضي ومقتي لذلك الكابوس من الاستثناء الذي يقترف التمييز بين جنس وجنس، وإنسان وآخر في المجتمع وهو ما يتعمد مزاولته نسيج ما في أوروقة الدوائر الحكومية لاعتبارات شتى لا تبررها العدالة، ولا يعترف بها المنطق والمصداقية والانضباط النظامي الأثير، ولعل هذا يخرجني من دوائر الحضور الأمثل في الاختيار الرائع لصحيفة (الجزيرة) بنشر كتاب (الاستثناء) الذي اقتحم احتفالنا في (معرض الكتاب الدولي بالرياض) لهذا العام 1431هـ - 2010م وابتهج كل منا بذلك الحضور الأثير لهذا الكتاب في جناح (الجزيرة) بمعرض الكتاب، فسألت مندوب الجزيرة عن حجم توزيع كتاب (الاستثناء) فأخبرني في اليوم الثالث أو الرابع: أنه تم بيع ثلاثة آلاف نسخة من هذا الكتاب، وذلك يبرهن على حضور شخصية المحتفى به الأستاذ الفاضل د. غازي عبد الرحمن القصيبي الذي شهد له نخبة من الآباء والمثقفين في هذا الكتاب أنه شخصية استثنائية في حضوره الإبداعي المتألق في ميدان الأدب والشعر والثقافة، وفي ميدان الإدارة، وفي ميدان السياسة الذي حقق في كل أفق منها نجاحات متفوقة، مأهولة بالإدهاش والتعبير الأمثل.

حضور أثير في الندوات، واللقاءات.

حضور معبر في الأمسيات الشعرية.

حضور لافت مؤثر في الفعاليات الدولية.

حضور وجداني آسر في هواجس الوداع والعزاء والمواساة.

حضور منطقي مقنع في أجواء العاصفة والانفعال والتحولات المتفاقمة أثناء حرب الخليج وغيرها.

حضور مبادرات حانية رقيقة في المعالجة الإنسانية، والصحية الفعالة في مواقف لا يمكن أن تنسى.

كل هذه الفعاليات الحضورية الآسرة المزدحمة بالتألق الإنساني الباذخ تتواشح في نسيج شخصية هذا الإنسان الرائع د. غازي القصيبي هي التي أقنعتني، وحرضت كل عناصر هذه النخبة الفذة أن تتناول شخصية استثنائية في مجتمعنا المتطلع أبداً إلى عشق تجليات الإبداع والإصلاح، والارتقاء، واحتضانها لكل إشراقة مبهجة جديرة بالتقدير والاحترام تحفزها إلى الابتهاج بحضور كل ما ينفع الناس ليمكث في الأرض، وتنطلق قنوات الوعي التربية والتعليم والإعلام، والابتكار لدعم أساليب الوعي والثقافة، وعناصر النقاء والفكر والثقافة، ومناصرتها في سبيل رفض عوامل الهدم والسقوط والإرهاب والتحذير والفساد - دعماً ومؤازرة فعلية تنهض بعناصر الثقافة والإبداع إلى أرقى تجليات الابتكار والتجديد والحضور الأمثل في المنتديات وقنوات الوعي والفكر والثقافة والإبداع لتتمكن من التعبير الأمثل عن الحضور الأروع في عصر الشفافية والحوار والإصلاح والارتقاء.