هي مسرحية (كركرة)، مختصرة جداً، هي من المسرح (التراجيكوميدي) الذي يجسّد الضحك والبكاء معاً، الغضب والرضا معاً، النجاح والفشل معاً، الطموح والقعود معاً، الحظ والحرمان معاً، وكل شيء ونقيضه معاً في هذه الحياة، لدى الأفراد أو لدى شرائح من الناس لم تسعفهم قدراتهم أو خبراتهم أو بيئاتهم لكي يتقدموا الصفوف ويحققوا أمانيهم التي انشغلوا بها عند بداية المشوار!
هؤلاء الشخوص، أو الشرائح من الناس، فيهم كل عوامل وصفات الضعف ومظاهر الجبروت الإنساني؛ فإذا نظرت إليهم من زاوية ما رأيتهم يضحكون و(يكركرون)، وربما يهزؤون من أنفسهم ومن الحياة من شدة اليأس وفقدان الأمل، ومع ذلك فإن نفوسهم تنطوي على عوامل الخوف والقوة والمغامرة أحياناً. في النهاية عندما يصطدمون بالواقع يدركون أن هذه الحياة دولاب يدور قد يصعد فيه الإنسان على الرغم من كسله وخموله، وقد يسقط على الرغم من جده وسعيه، ويكتشف أنه في رحلة الحياة لا بد له من محطة استراحة للضحك و(الكركرة)؛ لأنه لا يستطيع أن يغير الواقع المكتوب أو يناطح المستحيل! ومع الإيمان المطلق بالله، وبأن لكل مجتهد (نصيبًا)، إلا أن الفوز بالغنيمة ليس دائماً للأقوى والأعقل والأذكى والأقدر على الحيلة والصراع.. فهناك من لا يرى أبعد من أنفه ومع هذا يصل إلى أهدافه دون تعب ودون جهد وهو أضعف من دودة تحت لحاء شجرة جافة، وأفقر من نملة كسيرة تائهة في رمل البيداء!
وعلى هذا فالحياة أخيراً هي مسرح عجيب يحتاج إلى كثير من الأمل والتأمل، كما يحتاج إلى الضحك و(الكركرة) على كل شيء ومن كل شيء!!