قال كليمنت ستون «أحد الاقتصاديين الأمريكيين «هناك اختلافات بسيطة وأخرى كبيرة بين الناس، فالاختلافات البسيطة هي النظرة تجاه الأشياء، أما الاختلافات الكبيرة فهي كونها سلبية أو إيجابية».
إن مدى تأثرنا كبشر بما يحيط بنا منبعه العقل اللا واعي الذي تراكمت فيه التجارب والخبرات البيضاء والسوداء على حد سواء، ورسائلنا الداخلية تظهر كمحفز لتعكس ما نحن عليه، وعندما نحاول دمج أنفسنا مع الآخر نفشل في الوصول لنقطة الالتقاء البشري لأننا تعودنا أن لا نعترف بمدى جهلنا بذواتنا، فالتعرف على الذات هو المستوى البدائي من المعرفة الإنسانية، فلا يوجد شيء سوانا يجعلنا متخوفين أو أقوياء أو محبين، لا يوجد شيء لا يستأذننا. أن نعترف باختلافاتنا معناها أننا نلاحظ مشاعرنا، ونلغي ما يؤذي منها، ونستبدلها بما هو أذكى، والإنسان مجبول على تقدير الذات ومحاولة كسب تقدير الآخر، وكما يقول عالم النفس الحديث د. ويليام جيمس «أعمق المبادئ في الإنسان هي تلهفه على تقدير الآخرين له».
إن أحد أسباب التغيير هو النظر للذات بدراية وتفتح ذهن وكما يقول لاوتسو «من يفهم الناس فهو حكيم، ومن يفهم نفسه فهو متفتح الذهن». والسر في عدم تكاتف البشر كثقافة اجتماعية بشرية في مجتمع يضج بالاختلاف والتحرك والتلاحق هو حاجز العقل اللاواعي الذي تبرمج على جاهزية الأحكام وردات الفعل، فنحن نخسر أصدقاء لأننا لم نجتهد في فهمهم، وبالتأكيد أن المسؤولين الوحيدين عن عقولنا هم نحن.!
والبشر متساوون في أنهم يملكون 18 مليون خلية عقلية كل ما يلزمها هو التوجيه كما جاء في كتاب «تجرأ لتكسب، جاك كانفيلد ومارك فينسن».
فلو عشنا مع الماضي فهذا بالتأكيد ما ستكون عليه حياتنا في المستقبل، وتحطيم الماضي الذي يجب أن نعترف أنه انتهى وللأبد هو مطلب طبيعي لنعيش بتفتح ذهن وسلام داخلي حتى لا ندع تأثيرات الماضي تفسد جمال الحاضر والمستقبل، فالحالة الذهنية التي نعيش بها هي ما ترتكز عليها حياتنا من تغيرات وتطورات وقبول للآخر، والإصرار على أن نعيش بوتيرة واحدة هو مبدأ لتحطيم الإبداع وحجر يقف في طريق الثقافات الأخرى التي يجب أن نتعرaف ونندمج معها لنعي الفروقات بيننا ونتمسك بثقافتنا ونطورها بما يتناسب مع عالم مليء بالاختلاف. تقول زينب: نسيج المجتمع ماهو إلا مجموعة خيوط من أنا البشر.