كنت أفتش في الإنترنت عن (د.فوزية أبوخالد) ولا أتوقف كثيرا لأن عناوين نتائج البحث في وادٍٍ وأنا في وادٍ آخر . ولكن عنوانا شدّ انتباهي فتحت اسمها كانت نتيجة تقول ما خلاصته أنها تلك الشاعرة ذات القصيدة (الكُفْريّة) - هكذا - التي تقول فيها إن الله يلعب مع الأطفال .. إلخ . لم أذهب إلى مكان هذه النتيجة لأنني أعرف أن المقدمة العدوانية لا بدّ وأن تحتها ما هو أسوأ من التكفير مع أن الأخير منطقة خطرة جدا ، ونعرف أن (تكفير) المسلم من الحديث الفاسق الذي لا يعود على متحدث به إلا (نفاقا) وتجديفا علاوة على أن الحديث الشريف يقول إنّ من كفّر مسلما فقد كفر.
الدكتورة فوزية أبو خالد كاتبة وشاعرة مطبوعة وتمثل مرحلة من نضال الإبداع في مجتمع ٍ صارت مشاعره سوداء . وانقاد وراء فئة تدعي لنفسها العصمة وتعتقد أنها تمتلك الحقيقة مع أنه لا يمكن للإنسان أن يعرف الحقيقة حتى في العلم حيث لا توجد حقيقة ثابتة ولا نهائية ولكن مسألة الحقيقة هي من علم الله الذي يعلم الغيب والشهادة . كلّ الذين كتبوا عن الزميلة فوزية لم يذكروا تفردها وموهبتها وشاعريتها وأهم من هذا لا يعرفون مدى حساسية هذه السيدة لمحاولات الإحباط ومنها السعي لتصويرها صورة مناقضة لحقيقتها فهي ملتزمة وتكتب سيناريوهات للمسلم غيرالمنقاد للدين فقط ك (هوية اجتماعية) بل له كونه ينبغي أن يمثل قيم ومبادئ وأخلاقيات دينه تمثيلا حقيقيا، ومن هذه القيم الدعوة لتجديد الخطاب الديني وهي دعوة يتبناها جميع المسلمين الذين يعملون في مجال حَرِج وهو مجال الثقافة والعمل الثقافي الذي لا ينبغي أن يكون حكرا للفنون والإبداعات المماثلة ولكن عليه تقديم خطابه باعتبار الثقافة جزءا من نسيج المجتمع واختياراته وكم قيل عن فوزية وعن أخريات ولكننا نركز عليها كونها تشير في ذهن هؤلاء إلى ( آخر) لا يُقْبل منه التدخل في (ما لا يعنيه !) وإلى العدد القادم لنحكي انبهارا عن د . فوزية أبو خالد .
حائل