تابعت إعلان جائزة مكة للتميّز، وهي محط اهتمام ومتابعة الكثيرين، حيث كانت الدورة الثانية لهذا العام بمتابعة جادة من قِبل سمو الأمير خالد الفيصل برؤيته الطموحة للسير بها نحو العالم الأول.
فخورة بتكريم العالمة حياة سندي وهو التكريم الأول لها على أرض الوطن، وعلى الجانب الآخر تم حجب جائزة مكة للتميّز عن فرع الثقافة أعجبني ما كتبته الأستاذة لمياء باعشن في مقالتها في العدد 315 واستعراضها للمشكلة التي باتت فعلاً مشكلة واتفق معها فيما ذهبت إليه ونادت به.
منطقة مكة ليست عقيمة حتى يغيب مبدعوها عن مجالات الفن والثقافة؛ فهي زاخرة وعامرة منذ عقود بعطاءات لا تنتهي، وليس من السهل أن نستيقظ فجأة بخبر غياب منجزهم الإبداعي، ومن الصعب جداً أن نقيس الإبداع والتميّز في مجال الثقافة والفنون بذات المعيار في المجالات الأخرى، فالنتاج الثقافي الإبداعي يمتد لمشروعات طويلة المدى وبروافد متصلة، فالتأثير الذي تبثه اللوحة لا يوازي إبداع رواية أدبية أو اكتشاف عقار طبي! فمن الصعب أن يتم تقييم أصالة وتميّز نتاجهم الإبداعي بذات المعيار؟!
المشكلة الكبرى التي تواجه المبدعين في مجال الثقافة والفنون أن جهودهم ما زالت فردية ذاتية لا تقع تحت مظلة كبرى تتبنى النتاج الإبداعي وتعترف به بشكل رسمي؛ فلجنة الجائزة اشترطت أن يتم استقبال الأعمال ورفعها عبر جهة مرشحة ولم يكن هناك على حد علمي سوى جمعية الثقافة والفنون التي استقبلت الأعمال ورفعتها للجنة وهنا انتهى الدور، فلمَ لا يكون احتضان هؤلاء المبدعين بوقت مبكر بتبني ودعم مشاريعهم الإبداعية عبر جهات معترف بها ليتسنى لها الظهور نحو النور ويصبح بالفعل لدينا مشروع ثقافي نجني ثماره بالسير نحو العالم الأول.
الرياض