يوم الخميس 21-10-1431ه، في دارة العرب حيث تعقد الندوة الخميسية تشرفت بلقائي أستاذي معالي الأستاذ الدكتور أحمد الضبيب، تلقاني بابتسامته الرائعة، وقال لي بعتاب رقيق: ما قرأت رسالتي. فلما بدت عليّ إمارات الدهشة قال: علقت على مداخلتك عن «العربية بين الإنقراض والتطور» المنشورة في الجزيرة يوم 24شعبان، وكنت في كندا. فقلت إني لم أرها، وهذا صحيح لأني أبادر إلى قراءة الصحيفة بليل لأطلع على الموضوع وحفظه في الحاسوب، ورفعه في منتديين أثيرين عندي (الفصحى) و(ضفاف اللغة العربية)، ثم لا أعود إلى الصحيفة مرة أخرى، وهذا يفسر كيف فات علي الاطلاع على تعليق أستاذي الكريم الذي لا يفتأ يكرمني بحسن رعايته وتشجيعه، وهي رعاية ممتدة منذ عهد التلمذة على يده في قسم اللغة العربية إلى يومنا هذا الذي ما أزال فيه تلميذًا أنتفع من كتاباته وتعليقاته الشفاهية في الندوات والمؤتمرات.
وأما الرسالة فهذا نصها:
«أحسنت
أحسنت يا أبا أوس..لكن لقد أسمعت لو ناديت حيا..ومع ذلك يجب أن لا نيأس، سيأتي اليوم الذي يفيق فيه العرب من غفوتهم اللغوية. وسيعرفون -وأرجو أن يكون قبل فوات الأوان- بأن لا نهضة بلا لغة قومية قوية هي لغتهم العربية التي تملك من الإمكانات ما يفوق كثيرًا من اللغات العالمية المعاصرة. وإلى أن يأتي ذلك اليوم يجب أن يستمر المخلصون من أمثالك في رفع الصوت والمطالبة بأن تحل اللغة العربية مكانها اللائق في حميع البلاد العربية. 07-08-2010م 04:31
د.أحمد الضبيب»
فالشكر لك أستاذي النبيل أن تلطفت بقراءة ما كتبت مقتنصًا الوقت لذلك، ثم أن علقت بيدك الكريمة هذا التعليق الرائع، وكنت أشرت في البحث الذي ألقيته في جلسة افتتاح مؤتمر جاكرتا إلى جهد أستاذي في المنافحة عن العربية، وهو أمر جعله همّ حياته فليس يترك فرصة إلا اهتبلها في سبيل دعم العربية والمدافعة عنها. والجميل ما تحمله تضاعيف نفسه من أمل قويّ بصلاح الأحوال، في وقت يكاد يستولي اليأس على المهمومين بأمر العربية؛ فهو يرجو كما يتبين من رسالته أن يأتي الوقت الذي يحس العرب فيه أهمية اعتمادهم لغتهم القومية سبيلا إلى نهضتهم، وهو يرجو أن لا يطول هذا الوقت. وإني لأرجو من أستاذي أن يقبل عذري عن تقصيري.
الرياض