لو كتب الكاتب المعروف وحيد حامد مسلسلا عن جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام دون التركيز على مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا لما أثار المسلسل كل هذه الضجة ولما تعاطف المشاهد مع المرشد الذي عمد الكاتب إلى محاولة تشويه صورته حيث بدأ بدس السم في الدسم للمشاهد بعد عدد قليل من الحلقات وتخيل هذا الكاتب الكبير الذي كنت أتوقع منه أن يكون أذكى من أن يدخل في صفقة خاسرة مع فئة دون أخرى أنه سيتمكن من أن يضحك على المشاهد ببعض اللقطات التي تصور البنا على أنه رجل يبحث عن السلطة منذ أن كان طفلا يلعب مع الأطفال ويصر على أن يكون هو قائدهم وتصوره على أنه وصولي وانتهازي وليس له ذمة مالية وأنه إرهابي يعطي الأوامر بتفجير القنابل في الأماكن العامة وتصفية المعارضين !!
هل يعقل أن يكون هذا هو الشيخ حسن البنا ؟
حتى وان كان هذا هو هل يعتقد الكاتب وحيد حامد إنني كمشاهده سوف أصدقه حين يكتب عن فئة معارضة للحكومة ويتفق مع التلفزيون الرسمي على عرض هذا العمل وهو المحسوب على الحزب الحاكم ؟!
قد تتسم الشعوب العربية ببعض الغباء والعاطفة الزائدة لكن ليس إلى هذا الحد فأنت ككاتب حين تكون مع أو ضد مجموعة أيا كانت هذه المجموعة يجب ألا تكتب عنها لأنك في كلا الحالتين ستفقد مصداقيتك وقد فقدتها أنت ككاتب حين تحالفت مع الفئة الأقوى.. المشكلة انك فقدت مصداقيتك في الوطن العربي كله وليس فقط في مصر ومن المؤسف حقا أن يتم استغلال الأعمال التلفزيونية في حرب شوارع قذرة لا ناقة للمشاهد فيها ولا جمل.
المضحك في الأمر إن السحر انقلب على الساحر وبدلا من أن يتخذ المشاهد موقفا سيئا من الجماعة وينفر منها قبل الانتخابات بقليل أصبح مع الجماعة ومع حسن البنا بدليل الإقبال الكبير على شراء الكتب التي تتحدث عن سيرة المرشد وان دل هذا على شيء فإنما يدل على أن المشاهد لم يصدق الكاتب وحيد حامد بل صدق التاريخ الذي يقول إن البنا كرس نفسه للإسلام منذ نعومة أظفاره أما نزاع الإخوان المسلمين على كرسي الحكم وما حدث في هذه الجماعة من تبدل أو تطور فهو لا يعني ولا يمس المؤسس الشيخ حسن البنا وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه الكاتب فهو حين قرر ضرب الإخوان المسلمين قام بتوجيه الضربة إلى رجل نزيه قد تكون له أخطاء نعم فهو بشر لكنه لم يكن كما صورة وأرده هو ومن أنتج العمل.
الغريب في الأمر أنه تم منع الحلقتين الأخيرتين حين لوحظ تعاطف الناس مع البنا وهما الحلقتان اللتان تصوران اغتياله ومنع إسعافه في المستشفى ومنع الرجال من تشييع جثمأنه حيث تم حمله إلى الجامع من قبل نساء بيته فقط !
يقول وحيد حامد بالحرف الواحد «أنه لم يفكر أساساً بتصوير مشاهد اغتيال حسن البنا لأن المشاهد الأخيرة تركت مساحة واسعة للمشاهد لأن يتخيل النهايات بطريقته، خصوصاً أن النهاية المفتوحة لحادثة الاغتيال التي لم يعرف من مرتكبها حتى الآن أفضل درامياً من تصوير مثل هذا المشهد».!!
وأنا كمشاهدة اعرف من اغتال البنا كما يعرفه الشعب المصري كله أرد على الكاتب الكبير وحيد حامد بكلمتين صغيرتين فقط (ده كلام) ؟!!
amerahj@yahoo.com
دبي