أجبرت دور النشر الخالية من الرحمة الروائي الكندي والصحافي السابق في جريدة كندية بالقيام بخطوة غير مسبوقة بل وغريبة جدا تجاه قرائه.
فبعدما انتهى الكاتب «بيتر رايلي» من روايته المسماة «عوالم سنة 1999»، فشل في الحصول على عقد من أي دار نشر في كندا وأوروبا لترويجها.
وبعد يأس طويل ومعاناة غير قصيرة قرر نشرها على شبكة الإنترنت مجانا، بل وعرض منحه لقرائها الفرصة لربح ثلاثة آلاف دولار، لو استطاعوا الإجابة على أسئلة بشكل صحيح متعلقة بالرواية، وكتب الرجل مفسرا ذلك على موقعه بالإنترنت: أتمنى أن يعمل النشر على الإنترنت، مع منح هذا المال للقراء، على لفت الانتباه لهذا النوع من النشر. إنها حيلة البليد، لكن إذا أتت بمفعولها فلن أعود إلى ذلك ثانية. فقد بلغت الخامسة والستين، وتلك الرواية أهم شيء بالنسبة لي، وأرغب في نشرها خلال حياتي.
وأكمل: أعرف أنه ربما يبدو ذلك شيئا شاذا، لكنني أشعر بأن المجتمع الغربي في حاجة إلى هذا الكتاب، وهو بالنسبة لي نوع من المساهمة في ذلك.
والرواية التي يئس صاحبها منها تحكي من منظور عالم فيزيائي، عن رجل حين توفى انتهى به المطاف للعيش في كون بديل بين آكلي لحوم البشر، إلا أن زوجته اعتقدت أنه مات مقتولا.
أولا هذا الخبر محزن لجميع الكُتاب، فأعرف كثيراً من كُتاب وصحافيين يستجدون الناس القراءة لهم حتى ولو كانوا يكتبون في صحف مشهورة، ويرسلونها لأناس كثيرين بالإنترنت أيضا كي يقرأوها.
وهناك روائيون عرب يطبعون من رواياتهم ألف نسخة يوزعون 80 في المائة منها على أصدقائهم والباقي يضعونها في مكتباتهم بالبيت.
وثمة اليوم من يكتب ويتحدث لك عن ما كتبه. فقد التقيت يوما بروائي معروف حكي لي وبالتفصيل روايته وأحداثها بل وأبطالها من البداية وحتى النهاية لشعوره اليقين أننى وغيري لن يوجد عندنا الوقت لقراءة روايته!
أما المؤلم أكثر فهو أن الطرفة التي تقول إن الكُتاب اليوم أصبحوا أكثر من القراء صارت صحيحة بنسبة 99،9 في المائة، ومن يدري فربما سيجيء يوم يقرأون كتبهم ومقالاتهم لأنفسهم ويقولون بعدها: يا الله .. هذا أفضل مقال قرأته في حياتي!
albassamk@hotmail.com
البحرين