الثقافية -الدمام – محمد السليمان

لا يزال التواصل الأدبي بين المثقفين والأدباء في جميع مناطق المملكة يحظى بحضور غفير من المهتمين وأصحاب الشأن وذلك من خلال العديد من القنوات التي تجعل التواصل بينهم مفيدًا والتعرف على مستجدات الجانب الثقافي وذلك من خلال الندوات والأمسيات الثقافية والمنتديات الأدبية الخاصة والتي تعرف بأيام الأسبوع ك» السبتية والأحدية والاثينية والثلوثية.. إلخ».

حيث باتت تشكل هذه المنتديات الخاصة رواجا بين المثقفين والأدباء والتشكيلين في المملكة وقد أصبحت رافدًا مهمًا في تواجد واستضافة كبار الشخصيات الأدبية على المستوى العام وطرح تجربتهم في الحياة الثقافية أوالنقد لكتاب معين أو لاستعراض لآخر أو حتى مناقشة موضوع ما، الجزيرة سلطت الضوء على هذه المنتديات الخاصة وتأثيرها على الساحة الثقافية والأدبية في المملكة من خلال تواجد الشخصيات الأدبية لعدد من الأدباء والمثقفين.

حيث قال الناقد والإعلامي محمد بودي بأن هذه المنتديات تظل إضافة مهمة لمشهدنا الثقافي ورافدًا ملحًا لحراكنا الأدبي لأنها بكل بساطه تتسم بالعفوية والبساطة والراحة حيث إنها تمثل زيارة مثقف لمنزل أخيه المثقف وتحمل هذه المنتديات في طياتها جوا جميلا من الترابط الثقافي وتكون هذه المجالس شريكًا مع المؤسسات الثقافية والرسمية في دعم المناشط الفكرية وترويحًا للمنتج الإبداعي والمساهمة في تحريك الراكد الثقافي وبالتالي فهي نجحت بدرجة كبيرة في جذب المهتمين والكتاب والأدباء لحضور جلسات هذه المنتديات، وكان لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي للحوار الوطني باستضافته لأصحاب المنتديات والمجالس الأدبية على مستوى المملكة قبل عدة سنوات من أجل تفعيل دور المنتديات الخاصة في نشر ثقافة الحوار والذي استمر يومين بجلسات متواصلة صباحًا ومساءً وهذا يعد اعترافًا بالعمل الذي تقوم به المنتديات الشخصية والتي أصبحت ميزة للوجه الثقافي السعودي وإشارة لعمق الثقافة للمواطن في المملكة.

من جانبه قال الروائي والكاتب ناصر الجاسم: إن المنتديات الأدبية الشخصية هي أندية ولكنها ذات طابع شخصي وليس طابعًا رسميًا ولا فرق بينها وبين الأندية ذات الطابع الرسمي إلا أن نسبة الرسمية والمرونة والرقابة مستواها مرتفع فيها وهي تمثل مثلها الأندية الرسمية تؤدي واجبًا مهمًا تجاه الأدب الإنساني بشكل عام والمجتمع السعودي بشكل خاص وفوق ذلك هي ترصد المؤسسات الأدبية.

وتقوم الأندية الأدبية بدور تكميلي للمؤسسات الأدبية الرسمية وهي مخصص لها بشكل جيد من جانب الفعاليات والإعداد لمناشطها في أغلب الأحيان عبر وسائل الإعلام المتاحة أو رسائل البريد الإلكتروني وتقوم أحيانًا بدور المطبعة فتطبع بعض الأعمال الأدبية المرجعية التي يحتاجها الأديب والباحث والدارس وفضلا عن ذلك؛ بعض هذه المنتديات تولي المرأة اهتمامها وتخصص بعض الفعاليات لها حيث تمنحها أحقية الحضور لما يحفظ للمرأة كرامتها.

وأضاف الشاعر والأكاديمي الدكتور خالد التويجري: إنه حينما لا تكون الأندية الأدبية مكانًا يستطيع الأدباء فيها تقديم ما لديهم بالكيفية والوقت المناسبين، فمن غير المستغرب لجوؤُهم إلى تنفيذ ذلك بطرائقهم الخاصة، ولو لم توجد المنازل للجؤوا إلى الطرقات! هكذا هم الأدباء يرغبون في التعبير بعيدا عن البيروقراطية، الأدب والبيروقراطية لا يتعايشان، ولا ينمو أحدهما بجوار الآخر، ولا يكون أحدهما تربة خصبة أو ماء للآخر.

مبينا أن المنتديات متنفس للبعض، ويحتك فيها بأناس يستفيد منهم أحيانا بما يقدمونه له من نقد وتوجيه وتشجيع، وربما يتضرر إذا مارسوا معه المجاملات الخادعة، فيظن أنه قد بلغ واستفحل، وهو لا يزال في خطواته الأولى. والمجاملات تغلب في هذه المنتديات؛ لأنها مجالس، وطبيعة المجالس المجاملة.

كما أنّ المنتديات تحقق غرضا آخر وهو الوجاهة الاجتماعية والشهرة، ولهذا اعتنى بها أناس لتحقيق ذلك، فكان الهدف الأول منها غير ما هو معلن عنها ولو وحِّدت المنتديات ووحِّدت جهود أصحابها، وأصبحت مثلا: منتدى الدمام الثقافي، ومنتدى الأحساء الثقافي.. إلخ. وساهم فيها أصحاب المنتديات ومن أراد، ولو كان نظامها وآلية عملها بعيدة عن البيروقراطية الحكومية لكان أفضل.

ولم يخف الإعلامي والناقد يوسف القضيب قوله بأن المنتديات الأدبية الخاصة هي ملاذ للكثير من الهاربين من الرقابة حيث تتسم هذه الجلسات بالعفوية والطرح الجريء بعيدًا عن التكلف الذي تشهده النوادي الأدبية من حيث الطرح وأسلوب النقاش الصريح والهادف طبعا بشكل مهذب ومحترم في حين أنه لا تجد من يستطيع تقديم ذلك على سطح النوادي الأدبية خشية لأمور عديدة.

ومن ما قدمته هذه المنتديات قال القضيب بأنها تقدم الكثير لرواد الساحة الثقافية ولا حرج لتواجد من هم خارج السرب الثقافي ليكونوا ضمن جدولة الثقافة والمعرفة في منتديات عدة وتكون هذه المنتديات باباً يدخلون منه لكسب العلم والمعرفة والاحتكاك بالمثقفين.