يكاد يجمع معاصرو الحركة الثقافية عبر الأندية الأدبية منذ تأسيسها قبل أكثر من ثلث قرن (1395 هـ9) أن نادي جدة الثقافي - في عهد رئيسه الأستاذ الكبير عبد الفتاح أبو مدين كان النادي الأبرز في عطاءاته وتفاعلاته وتأثيره في مجمل الحراك الثقافي خلال مرحلة خصبة وصاخبة وتجاذبات عنيفة غير مهادنة وصراع الجدد والقدماء والحداثة والتقليد التي كان نادي جدة المحطة الأبرز فيها؛ حيث انطلقت الفكرة من الأستاذين محمد حسن عواد وعزيز ضياء -رحمهما الله- وأول مجلس إدارة ضم إلى جانبهما الأساتذة: حسن القرشي ومحمود عارف وعبدالفتاح أبو مدين ومحمد علي مغربي وعبدالله الحصين وعبدالله مناع والأمير عبدالله الفيصل، وتتالى تكوين المجالس في فتراته التالية ولم تسر أمور الترشيح وا لانتخابات رخاء؛ فقد اعتورها اختلاف وصل -في بعض الأحايين- حد الخلاف، وهكذا نمضي في ترحال جميل مع الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين (أيامي في النادي) لنقرأ أكثر من «خمس مئة» صفحة من القطع المتوسط تروي مراسم البدايات ومواسم النشاطات ونطاقات التطور والتراجع والثبات، وفيه حيادية أبي وديع الذي جعل الوثائق تنطق والتواريخ تحكي والأحياء يشهدون كيلا يعد الكتاب ذاتيًا هدفه إحراق البخور للنفس، وحقه لو فعل؛ فهو رائد يستحق الكثير من الاحتفاء، ولعل شخصية العام في الجنادرية تتذكره قريبا.