هي رواية جديدة للكاتب الروائي محمود تراوري، تبدأ بجملة غريبة بعض الشيء تتربع على صفحة كاملة «مقامات على هامشها» والذي لا يعرف «ميمونة» لن يفهم أهمية هذه الجملة.
الرواية جزء ثان لرواية محمود السابقة «ميمونة» وهي أيضا رواية مستقلة بأحداثها وأفكارها وأسرارها إن أراد القارئ ذلك ولا أعرف كيف تمكن تراوري من جعل العمل مكملا لعمل آخر ومستقلا في نفس الوقت.
لا شك هو إبداع وإبداع لا يدرك صعوبته سوى الكتاب، أما اللغة فقد جاءت مصقولة تماما وكأنها نحتت كلمة كلمة وهي رغم جمالها بسيطة خالية من اللف والدوران والعقد والتلاعب بالكلمات.
توهمك الأحداث بأنها لا تحمل حبكة درامية غامضة إلا أنك عندما تنتهي من قراءتها تجد نفسك محاطا بكثير من الأسئلة التي لن تجد لها إجابات سهلة فالمعنى كما يقال في بطن الراوي.
بها تشويق وبها أفكار ومحطات معتمة جدا في تاريخ الإنسان الأبيض الذي تعامل بهمجية وحيوانية مع أخيه الأسمر أو الأسود أو (الأخضر) كما يحب أن يطلق عليه الكاتب.
تدور الأحداث حول صديقين «البطل والراوي عبد الودود والمصور بدر» يسافران إلى السنغال ثم جزيرة غوري - التي كانت ذات يوم مركزا لتجارة العبيد - لتصوير فيلم وثائقي لا يفصح الكاتب عن أبعاده.
تدور الأحداث مختلطة بالذكريات التي تطغى عليها مرارة لاسعة تبددها حلاوة الحديث عن المقامات التي ترافق القارئ من الصفحة الأولى وحتى الأخيرة. وقبل الإقفال يستعرض الكاتب بعض الشهادات ل فوزي محسون وساتورنينو مارتينيس وإبراهيم السمان أبوكراع وايتيان لابويسي والبرتو منغويل ثم تقف الكرنتينا/ الرويس شاهدة بلا شهادة وقد تكون هذه أبلغ الشهادات.
يهدي الكاتب محمود تراوري عمله الرائع هذا إلى اثنين من أصدقائه فاضل وفايز وإلى أخيه فهد بأسلوب مميز.
هذا العمل أكثر من رائع من وجهة نظري المتواضعة ويحمل قيمة أدبية كبيرة وأبعادا فكرية تليق بخبرة هذا الكاتب المتمكن من أدواته، المشكلة أنني لم أتمكن من الكتابة عنه بالطريقة التي تليق به وعزاءي الوحيد هو أنني عندما أحب عملا أكتب عنه بوسائل ذلك الحب فقط.
أهنئ أخي الكاتب محمود تراوري على هذا العمل المتميز الذي تمنيت عندما انتهيت من قراءته لو أنني أنا التي كتبته!.
amerahj@yahoo.com
دبي