الشهرة في عيون الأدباء: وأجراسًا تدق في ذاكرة لا تشيخ
للشهرة وميض يجذب إليه الناس. أن تكون مشهوراً هو أن يتم ترديد اسمك على الألسنة. أن تحصى العيون خطواتك، وترصد الآذان كلامك، وتطاردك وسائل الإعلام والإشاعات ويتم المزج باسمك في أشياء لا دخل لك بها إلا من أنك مشهور. وحين تسير تشير إليك الأصابع.
* أن تكون مشهوراً فأنت لست عادياً. الروائي الروسي ديستوفسكي قسم في رائعته «الجريمة والعقاب» الناس إلى قسمين «العاديين» وهم السواد الأعظم و»الخارقين» وهم من شذوا عن هؤلاء وهم المشهورون.
** إذن للشهرة بريق كلنا نسعى إليه ولها أيضاً مثالب.. تحدثنا عنها من بعض أدبائنا فماذا قالوا؟؟:
** الروائي جمال الغيطاني: لا أفكر في نفسي أو في شهرتي أو خصوصيتي، لأن غالبًا ما تكون معركتي في الكتابة هي معركة إلغاء شخصيتي في مواجهة شخصيات أعبر عنها على الورق، فالأمر يحتاج منى أن أتراجع بشخصيتي وأحاول ألا أتقدم وألا أكون أحد أبطال عملي. الشهرة - في رأيي - فخ من فخاخ الحياة وقد تقتل الإبداع! فالكتابة بالنسبة لي بحر بلا حدود ولا أحب أن أتحول إلى كاتب يلهث وراء الشهرة!
** الأديب المغربي الطاهر بن جلون، يرى أن الشهرة عبارة عن زبد سطحي جداً يذهب وسدى!
** الشاعر فاروق شوشة يرى أن الشهرة مدغدغة للطموح والتطلع هادمة للخصوصية والحرية الشخصية. أنا إنسان معذب بالحياة، يشغله وجهاها الهزلي والمأسوي وينسج من البسمة والدمعة خيطا رفيعا من الأمل، يعطيه القدرة على التماسك والاستمرار، ويرى في الشعر تبريرا لوجوده، وفى العمل الإعلامي بكل إيجابياته القليلة وسلبياته الكثيرة إضافة لدوره وصلته أعمق وأوسع بالناس.
** الروائي وكاتب الدراما التليفزيونية أسامة أنور عكاشة (رحمه الله) قال: الشهرة كانت مسألة مغرية بالنسبة لي في البداية، لكن فيما بعد تحولت هذه المسألة إلى شيء عادي، يشعرني كثيراً بالحيرة وهو شعور رهيب بالنسبة لي.
** الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة يقول: إن الشهرة لا تهمني كثيرا ً، لكني راض عما أعطيت وبكل تأكيد غير راض عما أخذته. كل ما يشغلني أن أتجاوز ذاتي في كل عمل جديد وأن أبرأ من التكرار ومن التردي.
وقفت لأكتب
** الشاعر محمد الفيتوري، يقول: الشهرة أحيانا يكون لها رنينها الوقتي ثم يذهب الرنين مع الريح ولا يبقى إلا الإبداع الصادق الجاد.
** أما القاص والروائي بهاء طاهر فيقول: شهرتي تقدير شخصي من بعض القراء أو النقاد، ولا أدعي أنني أرفض الشهرة، إنها ترضي غرور الإنسان، لكن لا أسعى إليها أو أعمل من أجلها.
** الأديب السوري ياسين رفاعية يقول: ظروفي الحياتية لم تؤهلني لأسعى وراء الشهرة. وبطبيعة الحال إذا سعى الكاتب في أن يصبح نجماً لن يكون كاتبا جيدا، لأن للشهرة ثمناً ما زلت أؤمن أن واجبي أن أعبر عن الأحداث المحيطة بي بالكتابة وليست هناك غاية لأكون نجما؛ فأنا أبعد الناس عن الأضواء، ولو كنت نجما على المستوى الجماهيري لكنت في حال غير الحال التي أنا عليها.
ويؤكد رفاعية أن الكتابة بالنسبة له معاناة حقيقية بكل أبعادها، واستطاع أن يكون لنفسه اسما مميزا في الإبداع لا في الشهرة واللمعان، فله شخصيته الأدبية لأنه لم يقلد أحدا ولم يلهث وراء الشهرة.
لكل نجمة مدار، ولكل مدار تخوم
هل تنمحي التخوم.. أم قد تدوم ؟!
الاسماعيلية