بلاد حباها الله فضلاً ونعمةً
ولكنّها تلقى النّعيم بغطرسةْ
أفاعيلها الشّوهاءُ في كلّ أمّةٍ
غدت لذوي الطّغيان والمكر مدرسة
تقول بنشر العفو والعدل في الورى
ومن شكّ فيها تنتقيه لترفسه
وتكنّس وجه الأرض بالنّار جهرةً
وتسعى بعطفٍ بعد ذاك لتلمسه
وتصنع آلات الدّمار وتزدهي
وتمنع من يسعى إلى صنع مكنسة
فهل تطمئنُ الأرض وهي تصوعها
وتركبها بالويل فكرًا وهندسة؟
وهل ستبثّ الأمن في كلّ بقعةٍ
وأكنافها من نعمة الأمن مفلسة؟
أقول معاذ الله ما ذاك طبعها
وقد طُبعت في ظلمة وهي مشمسة
دماء الهنود الحمر تروي زروعها
فما شكْلُ زرعٍ تصطفيه لتغرسه؟
لكلّ بلاد في الحياة سجيّةٌ
تهيم بها الأجيالُ حبًّا ونرجسة
ومن يتصدّى للطّغاة وضعفُه
شديدٌ تردّى بين هَلْسٍ و»هلوسة»
يسيرون بعد البطش بالمال كلِّه
وإن قال آهٍ داس من داس معطسه
أستاذ الهندسة المساحيّة بجامعة الملك سعود