تصلني بين فترات متقاربة الكثير من الاستفسارات حول إقامة ورش ودورات للتصوير الضوئي وهي الأغلب في كم التساؤلات حول الفنون البصرية عموماً، ومن خلال تجربتي في تنظيم الفعاليات على الأخص بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون؛ فإننا عندما نعلن عن ورشة للتصوير الضوئي تأتي طلبات التسجيل تفوق عدد المقاعد المتاحة مما يجعلنا في حرج مع المدربة أو مكان تنفيذ الفعالية، في حين العكس تماماً قد لا يتجاوز عدد المسجلات عدد أصابع اليد في مجال الفنون التشكيلية وقد ينسحب البعض منهن في اللحظة الأخيرة مسببات بذلك إرباكاً لم يكن في الحسبان، ونحن الآن نخطط لفعاليات العام القادم مع الأخذ بالاعتبار كل ما مرينا به من عقبات ومواقف لا نرغب في تكرارها؛ فهل نصّر على تقديم المزيد من الورش والمحاضرات والأمسيات الفنية التشكيلية وكيف تتم عملية انتقائها؟ هل يلزمنا تقديم محفزات للمشاركات كمسابقات وجوائز لتفعيل الاهتمام بجانب الفنون التشكيلية كالرسم والنحت والخط العربي وغيرها، أم هل نكتفي بتقديم كل ما يتعلق بالتصوير الضوئي، وذلك تلبيةً لمبدأ العرض والطلب وتماشياً مع الواقع، إن الغريب في الموضوع أنه بالرغم من وجود مقررات للتربية الفنية في التعليم العام والعكس بالنسبة للتصوير الضوئي، إلا أن اكتساح الثاني بدأ هو الأبرز والأكثر أهمية خاصة في جيل الشباب، قد تكون ثورة الإعلام الجديد وما صاحبها من تقنيات رقمية مرئية وصوتية هي السبب في جذب انتباههم أم أن سهولة اقتناء الكاميرا مثل كاميرا الجوال على أقل اعتبار والحصول على نتائج سريعة تكون هي الأخرى سبباً، أعتقد أنه حان وقت تفعيل برامج تذوق الفنون عبر القنوات المتعددة مع وجود متاحف كافية وتفعيل دورها التعليمي والتربوي لربط الأجيال بثقافة الفن التشكيلي المحلي.
Hanan.hazza@yahoo.com