الثقافية: علي مجرشي
في حين ينتظر المثقفون ملتقى يجمعهم و يحرّك صناعة الثقافة الراكدة في بلادنا، تلك الثقافة التي تبدو للمتابع أنها قد أُصيبت بخطأ طبي فادح أثناء عملية الدورة الأولى قبل سنوات مضت. فمن بعد الدورة الأولى لملتقى المثقفين السعوديين ، و وزارة الثقافة و الإعلام تستعد للدورة الثانية التي لم تُعقد حتى الآن !..والسؤال: هل عجزت الوزارة عن تحديد موعد قريب من الدورة الأولى يحاكيها زمنيًا، دون فتح هوة زمنية واسعة بين الدورتين؟ أم أن فشل الدورة السابقة التي لم تتجاوز توصياتها الورق المكتوبة عليه.. شكّل حجر قلق وتردد جعل هيئة الملتقى تبتعد عنها خشية تواتر هذا الفشل؟!
و لكن الأمل يحيي جذوته مجددًا بعد إعلان انعقاده في شهر ذي القعدة المنصرم.. وشاء الله أن يؤجل إثر وفاة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله للشهر القادم.
لتعود الحكاية مجددًا .. حول هذه الحال التي أصابت الملتقى ولم تشأ له أن يُكمل المسير المتعثر ولا يزال المتابع مشكّكا في حقيقة انعقاده وجدواها في ظل ضعف البرنامج المنشور واتكائه على الأسماء القديمة والموضوعات المستهلكة.
هذه الترددات الزمنية والموضوعية لملتقى يجمع مثقفي بلد مُتخم بالإمكانات و العقول، و مع افتراض أهمية انعقاده بصورة دورية ثابتة، إلا أنه لم يُكتب له القيام و الوقوف حتى الآن في تخبط زمني مثير للدهشة!
ويبقى السؤال: هل هو سوء طالع حلّ على الثقافة والمثقفين في البلاد ؟ أم أن الملتقى يواجه طالعًا سيئًا من نوع آخر ؟ وهل ينتهي الملتقى الثاني المنتظر بتحديد هُويته الثابتة ويشرك المثقفين الشباب في إدارته وتنظيم برنامجه وطرح مشكلات الثقافة المستجدة في هذه الفترة التحولية المهمة على المستوى العربي؟