أثار حصول (كاتب وروائي سعودي) على جائزة عربية حفيظة وانزعاج روائيين (سعوديين) وليسوا روائيين من دول أخرى يمكن أن نتفهم مواقفهم! هذا ما حدث ونشرته صحيفة الحياة في عددها الصادر يوم الأربعاء 25 مايو 2011م. هجوم لا مبرر له من وجهة نظري أثاره فوز الكاتب والروائي يوسف المحيميد بجائزة أبي القاسم الشابي حيث قررت اللجنة العليا للجائزة منحها للروائي المحيميد لعام 2011م عن روايته (الحمام لا يطير في بريدة) وسوف يتسلم الجائزة من وزير الثقافة التونسي! لكن الهجوم لم يكن لشخص واحد فقط، بل كان مزدوجاً حيث طال أيضاً سعادة الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة الجديد الذي من الواضح أنه قد شُمل ببركة الغيرة من يوسف المحيميد، وإلا فما الذي يبرر ذلك الكلام الذي نشرته الصحيفة على لسان عدد من الروائيين أنقل لكم منه (تحول وكيل الشؤون الثقافية، كما بدا في تصريحه الذي نشرته الصحف، إلى ناطق رسمي باسم الجائزة، وليس مسؤولاً ثقافياً يعلق على فوز كاتب بجائزة). وقد كتب الروائي عواض العصيمي في صفحته: «الوكيل الجديد للشؤون الثقافية، يخص الروائي المحيميد بإشادة كبيرة بمناسبة جائزة الشابي، ويتحدث عنه كمدير أمسية وليس كمسؤول أول في الشؤون الثقافية بالوزارة». فيما اكتفى الروائي أحمد الدويحي بالتعليق قائلاً: «خلي الطبق مستور يا عواض». في حين أوضح الشاعر عبدالله الصيخان أن جائزة الشابي «يمنحها البنك التونسي وليست هيئة أدبية ذات اعتبار... كنت أتمنى ألا يحرص عليها المحيميد)
ومن يقرأ تصريح الدكتور الحجيلان عن الجائزة ويكون منصفاً لا بد أن يشعر بالفرح لأن (وكيل الثقافة) الجديد مهتم بالشأن الثقافي ومتابع جيد للكتاب والروائيين وإصدارتهم وهذا يحسب له لا عليه! وإذا قال: إن المحيميد يعدّ واحداً من أبرز كتاب القصة والرواية في المملكة من خلال إصداراته المتواصلة فأين الخطأ الذي يجعل الزملاء الأفاضل يغتاظون من صاحبهم! الوكيل أشاد بالجائزة والفائز وذكر أن المحيميد قد دخل القائمة النهائية للجائزة السويسرية (جان ميشالسكي) ضمن أفضل ثلاث روايات مترجمة إلى الإنجليزية عن رواية (فخاخ الرائحة). وهذه معلومة جاءت في تصريح الوكيل لتؤكد أن المحيميد ينافس فيما يكتب حتى على المستوى العالمي وليس العربي فقط! ثم إن الدكتور الحجيلان أشاد بالفوز السابق لعدد من الكتاب السعوديين ومنهم عبده خال ورجاء عالم لحصولهما على جائزة البوكر العربية لعامي 2010م و2011 م. أنا شخصياً توقعت أن يفرح المثقفون وعلى وجه الخصوص الروائيون بهذا الانجاز الذي يضيفه المحيميد للرواية السعودية! ولا أجد مبررا لهذا الأسلوب الاستعدائي للوكيل أو للفائز! ومحاولة الشاعر عبد الله الصيخان من تقليل أهمية الجائزة غير مفهوم! فهي جائزة سنوية يدعمها البنك التونسي، وهو البنك المركزي للدولة، مثله مثل مؤسسة النقد و(ليت بنكنا المركزي أو بنوكنا التجارية تقتدي به)! وفي هذا العام تنافست أكثر من 130 رواية عربية، وهو رقم قياسي مقارنة بالدورات السابقة وكانت من 14 بلدًا عربيًا، منها مصر وتونس وسورية والأردن والمغرب وليبيا والجزائر والسعودية وعمان والعراق وفلسطين، وعرب مقيمين في سويسرا واستراليا وبريطانيا، إضافة إلى روائيين من عرب 1948م. أمين عام الجائزة وهو الكاتب المسرحي عزالدين المدني، الكاتب المسرحي وأحد رواد المسرح في العالم العربي، وأظنه كأمين للجائزة يحمل قيمة أدبية اعتبارية كبرى.
قال بأن الرواية الفائزة لهذا العام، تميزت بمستويات متعددة من اللغة وطبقات السرد، بالإضافة إلى توظيفها التداخل بين الأجناس الأدبية، ومعمارها الروائي الفريد، وكذلك موضوعاتها الجريئة! ومن أبرز الأسماء الأدبية التي نالت الجائزة في دوراتها الأخيرة، الروائية السورية هيفاء بيطار والروائي العراقي علي بدر والروائية الأردنية سميحة خريس والشاعرة التونسية جميلة الماجري وآخرون.
أيها الأحباب المثقفون والروائيون لا أحد يطالبكم بالتطبيل لإنسان عصامي فاز بجهده وعصاميته ولكاتب دؤوب صادق ومخلص لفنه الذي يحبه ولكن من المهم أن نقرأ لكم رأياً منصفاً فالفائز كاتب سعودي فاز بجائزة ليست سعودية!
-
+
alhoshanei@hotmail.com