الثقافية - سعيد الدحية الزهراني
بحر الأسبوع المنصرم حفل بتداعيات متعددة ومثيرة من داخل البيت الثقافي الرسمي الذي سكن قمرته الأولى الوكيل الحديث الدكتور ناصر الحجيلان.. القادم من محيط الشارع الثقافي السعودي بخلفية أكاديمية وتجربة أهلية وممارسة إعلامية بارزة..
الملفت أن إثارة أحداث الأسبوع الفائت.. اشتعلت بحضور أساسي للوكيل الحجيلان.. فمن قرار تكليف الأستاذ عبدالله الكناني مديراً عاماً للأندية الأدبية و -رحيل- مديرها السابق الأستاذ عبدالله الأفندي الذي أوضح أنه تقدم بخطاب رسمي لوزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة يطلب فيه إعفاءه من منصبه ونقله إلى أحد قطاعات الوزارة.. نافياً ما تناقلته الصحف في اليوم الذي سبق تعقيبه هذا من أنه أعفي أو نحي..
الأفندي الذي استقر به الحال بعد ذلك لدى وكالة الشؤون الإعلامية بالوزارة.. ألمح إلى أسباب ودوافع ما وراء طلب إعفائه من إدارة الأندية الأدبية لكنه لم يفصح عنها مبرراً ذلك بعدم ملاءمة الوقت للكشف عن تلك الأسباب خاصة بعد تعيين وكيل جديد للثقافة بوزارة الثقافة والإعلام.. في إشارة مهمة للغاية تأخذنا إلى إمكانية أن تمتد أسباب الأفندي إلى العهدين السابقين لوكالة الثقافية لكل من الوكيل الأسبق الدكتور عبدالعزيز السبيل وخلفه المكلف بها الدكتور عبدالله الجاسر..
الأستاذ الأفندي بين لـ «الثقافية» أنه فخور برحيله عن إدارة شؤون الأندية الأدبية بعد أن ساهم في تحقيق تطلعات وآمال الطيف الثقافي السعودي في إيجاد وتفعيل اللائحة الانتخابية للأندية الأدبية.. مضيفاً «سأكشف عن تفاصيل كثيرة حول رحيلي وعملي في وكالة الشؤون الثقافية في فترة قريبة بحول الله».
القضية الأخرى التي أثارت فئة الساردين الروائيين وربما حفيظتهم أيضاً.. ولدت عبر تصريح للوكيل الحجيلان أطلقه عقب الإعلان عن فوز الروائي يوسف المحيميد بجائزة أبو القاسم الشابي.. حيث استهجنوا خروج المسؤول الثقافي الأول بصورة لا تتلاءم وما يجب أن يكون عليه الحال..
مراقبون يرون أن هذا هو حال الأقران في المجال الواحد ولا غرابة.. في حين يرى آخرون أن لغة النقد والسخط وعدم الرضى سمة ثابتة لا تنفصل عن المعنيين بالشأن الثقافي والأدبي.. محذرين من ارتفاع وتيرة مثل هذا النقد الذي عجل برحيل وكيلها الأسبق الدكتور السبيل وزهّد الوكيل التالي فيها الدكتور الجاسر.. إلى جانب خلوها من القائد طيلة فترة تكليف الوكيل الجاسر فيها نظراً لعدم قبول مرشحين بها.. ليأتي الوكيل الحجيلان مؤخراً مُستقبلاً بباقات النقد وأكاليل الملاحظات.. تلك التي تشبه اللون الأبيض.. الذي إن زادت حدته أرهق العين ودفعها إلى الإنصراف.. في حين يبقى سيد الألوان إن سلط بنسبة طبيعية..
-