* * امتدت زاوية «إمضاء» حولين كاملين وحكت عن أكثر من مئة شخصية ثقافية وظلت مئات تستحق، لكن صاحبها اعتاد إيقاف مشروعاته في منتصف الطريق دون أن يفهم سببًا لذلك غيرَ الملل، وما دام هو بنفسه قد مل فقارئوه قد سئموا ثم عزفوا، أو هكذا اقتنع.
* * يذكر أنه أوقف صفحته «قراءة في مكتبة» بعد عام من بدئها، ولم يكمل صفحتي «واجهة ومواجهة « بعد عامين من استهلالها، واعتذر عن العمل الإذاعي في أوجه، والعمل الرسمي في ذروته، ولا يعي أنه صبر على «طعام واحد» أو حرص على «كرسيٍّ جامدٍ أو ماجد».
* * غادرت «إمضاء» بإرادته كما غادر غيرها، وربما تهيّأ لأبرزها نشرٌ ورقي «على هيئة كتاب»؛ ففيها - كما يزعم - قراءة لوجوهٍ مضيئةٍ أسهمت في حراكٍ كما انفكاك، وقد يصح وضعها ضمن شواهد التأريخ الثقافي للمرحلة المعاصرة.
* * شاء الاسترخاء؛ فلم تعد طاقته كما لياقته تسعفانه، والكاتب كالطالب يفرح حين يجد في وقته إجازةً عن الالتزام أو الإلزام، لكن طائفًا من هواجس ذاتية وحوارية أيقظه لدور لم يؤدّه بعد، ومنه انطلقت الفكرة البديلةُ في زاوية تروي حكايات «خاصة - عامة» كونت نسيجًا من مذكرات وذكريات قد تصلح مدارًا لسيرة ثقافية تداخلت فيها أجيال وأميال.
* * في الحكايات شخوصٌ ونصوص، ونفوسٌ ودروس يربط بينها شاهدٌ حاضر وآخرون غائبون ومنتظرون، ولا يعنيها مما تتخيله ذاتٌ أو سمات؛ فهي ذرةٌ في تكوين ستلتئم يومًا في بحوث منهجية لشباب منفصلين عن الحركة الآنيةً؛ غيرَ متأثرين بشخصنة المواقف والمواقع فيما يعد موضوعية تنتفي في حسابات التزامن والمتزامنين الذين لا تؤخذ شهادتهم في أقرانهم، ولعلها ترسم معالم يستهدي بها الجيل الناشئُ اليوم الباحث غدًا؛ فهم العينُ والمعاينة، وربما سمعوا شيئًا وغابت أشياء.
* * *
* اسم الزاوية قابل للتعديل إذا اتضح إنه ملك خاص لسواه