يشير الكاتب الأميركي، جون هوبكنز، في تقديمه لهذا الكتاب إلى أن الخصام الأدبي « يشبه السّر العائلي في خصوصيته وحميميته ومرارته وطوله.» وقد استطاع الكاتب أن يرقى بهذا الخصام إلى درجة قضية يسلط الضوء، من خلالها، على تاريخ طنجة الأدبي المنسي كما شكّله أدباء أميركيون مثل غيرترود شتاين وجين بولز وجاك كيرواك و?ـور فيدال وترومان كابوتي ووليام بورووز وآلن غينسبيرغ وبراين غيسن وروم لاندو و?ـافن لامبرت وبول بولز. بولز الذي استطاع أن يشكّل من هؤلاء جميعًا تيارًا أدبيًّا حين جذبهم نحو المدينة وكتبوا عنها، كما أنشأ تيارًا أدبيًّا آخر، محليًّا، تمثّل في من سُمّوا بـ «رواة طنجة»: أحمد اليعقوبي والعربي العياشي ومحمد المرابط وعبد السلام بولعيش إضافة إلى ذائع الصيت محمد شكري استلهموا المدينة في إبداعهم. كل ذلك يجعل مدينة طنجة تبدو عاصمة الكتّاب الأميركيين الذين اتخذوا منها مرفأ عابرًا أو مقامًا دائمًا. ملاذًا للمتعة أو أفقًا للإبداع... فردوسًا أرضيًّا مستعادًا.
-