دائماً أتساءل في كل مرة أشعر فيها أن آلات العالم تدفعني وتحرضني للقيام بفعل معين.. ما هو المهم؟ وما هو الجوهري؟ ومن يملك الحق في ترتيب سلّم الأولويات؟ ومن يحدد ويرسم مسارات الاستهلاك؟
لكن عالمنا المتسارع والمجنون لا يلتفت أبداً لمثل هذا الخطاب ولا يعطيه الفرصة إطلاقاً كي يعيد تفكيك الأنماط الاقتصادية والاجتماعية التي تمّ خلقها وتوجيهها على مدى فترات طويلة من الزمن لكي تصبح على ما هي عليه
...>>>...
وليس على الأقلام لوم إن هزها (الحرف) فتمايلت تحدث أخبارها أن (لي وطن)..
وطن هو الميلاد تملأ ثغره ابتسامات (الطفولة).. وتسكن أرضه شقاوات (الصبا).. وتبلل جبينه عزائم (الشباب).. وتسبغ عليه الحكمة اشتعالات (المشيب).. وطن له في أعمارنا وطن وانتماء له في دواخلنا انتماء..
***
وطن هو السكنى وله فينا سكن.. هو كل تلك الحكايا.. التي رسمتها السنون..
...>>>...
النافذة مُشرّعة على مصراعيها والمساء معطف شتويّ يُجيد التبرّج، لا يُراعي نبضَ الصبية الحسناء التي تتكئ على منضدةٍ من حبور وتكتبُ بالبحر عباراتٍ يخشى منها المطر... فيما لو تبخّرت، لن يكونَ هنالك متسعاً للضيق والاحتباس العاطفي!
تنهّدت... وهي تجتلبُ مشاعر يتزمّلُ بها صميمٌ ينزف:
يا نسيماً يُرفرف حولي، يقطعُ شوارعَ مدينتي ذهاباً وإياباً..
أدخل يدي في جيبي.. أبحث عن ورقة نزيهة لأدس فيها قلبي..
لا أجد شيئاً.. فأشرع أكتب في رأسي..
تباً لقد تحول رأسي لكشكول..
شيء ما داخلي يضحك الآن..
أتسكع ليلاً وأستمع لسورة الإنسان وأنا أشاهد البشر يسيرون على البسيطة..
قال ربي: {إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ}.. كنت أنظر في عيونهم.. أبحث عن آيات الله فيهم..أعلم بأني معطوب بطريقة ما.. أعلم بأني نتيجة ماض ورغبة مستقبل..