يبدو أن الأستاذ الدكتور حسين الواد قرر الفراق البحثي البائن مع المعري والمتنبي وبشار وأبي تمام الذين سبق أن كتب عنهم وبحث فيهم ليفرغ للفن السردي ويقدم - خلال أشهر - روايتين ؛ فبعد «روائح المدينة « التي حظيت باهتمام النقاد والقراء وفازت بتقدير عالٍ تقريظًا وفوزًا جاءت روايته الثانية (سعادته... السيد الوزير) ممثلة جملا سياسية تنبأت بالواقع الذي آلت إليه الأوضاع التونسية رغم كتابتها قبل ذلك وما حملته من جرأة متناهية تطال رجال السياسة والمال والفساد الضاج بحضورهما في الحياة العامة. الروايتان قدمتا استشرافًا دقيقًا لإرهاصات الربيع العربي، وكان الدكتور الواد على مستوى المسؤولية حين غامر بكتابتهما قبل سنوات رغم ما يعنيه ذلك لو كشفت مسوداتهما في حينه وصدور الأولى قبل سقوط نظام ابن علي وطباعة الثانية في وقته كذلك؛ ما يضيف إليهما أهمية تأريخية واجتماعية وسياسية.