وليس على الأقلام لوم إن هزها (الحرف) فتمايلت تحدث أخبارها أن (لي وطن)..
وطن هو الميلاد تملأ ثغره ابتسامات (الطفولة).. وتسكن أرضه شقاوات (الصبا).. وتبلل جبينه عزائم (الشباب).. وتسبغ عليه الحكمة اشتعالات (المشيب).. وطن له في أعمارنا وطن وانتماء له في دواخلنا انتماء..
***
وطن هو السكنى وله فينا سكن.. هو كل تلك الحكايا.. التي رسمتها السنون.. فأضحت قصة (جدٍ) ما هدَّه في أرضك يوماً مسير.. و إن طالت مسافات ارتحاله سطر المجد بناء بحجم امتدادك.. وما كلت يد (الباني)..
قصة (أب) حمل دُونَ ذاك البناء بيمينه سيفا وبشماله كفن.. وتلى قصة المجد على اسماع (ابنه).. فما نفدت كلمات (الراوي)..
قصة (ابن) ما راعه في ثراك (دهر) ولا ضامه (زمن).. وشدى ينشد في كل أرض: (ولي وطن).. فما لَحَنَ في مقاماته (الشادي)..
***
وطني وأن جلَّ المقام فلكل حرف في حضورك (عذر).. فماذا يكون مركب البحار وسط (بحر)؟.. يا (بحرك) الحامل كل (المراكب) وجودك المنساب في كل (المسارب)..
وطني وإن عظم الموصوف فلقصور الوصف في حضورك (استثناء).. فماذا تكون الحصاة وسط (فلاة).. يا (بيدك) الباسط لكل حبيب فيك احتواء..
وطني وإن علت هامة قدرك(فتقزُّمُ) الكلمات أمام شموخك (سمة).. فماذا تكون التلال إن لاصقت (الرواسي).. يا رواسيك التي تهدي الإباء..
***
وطني: سـأرخي سدول السمع أصغي للحنك الساري سُراة العاشق في (فلاة) يتلو بها ترانيم الهوى في سمع (معشوقه).. يطلبه عهود الوفاء وبوفائه قد كان يعلم.. يستحثه مواثيق الولاء إياه قد أسلم.. ويستجلي قدر حبه في قلب نال كله الأعظم..
وطني: سأرخي سدول السمع أصغي (صوتك الدافئ) يستنطق (الدِّمن).. يقرأ قصص الأمس.. وقوفا على الأطلال حنينا لذاك الرعيل..
وطني: سأرخي سدول السمع أصغي (كل الوصايا) التي تخبر ألا حياة بلا (وطن).. وأن دونك سيف أو( كفن)..
وطني.. سأبني.. سأتلو.. سأنشد.. ولي وطن ليس كمثله.
***
وطني أنت ملهمي
هزج المغرم الظميّ
أنت نجوى خواطري
و الغنا الحلو في فمي
-