حِينَ تَأتينَ يَغارُ الوردُ مِن عَينيكِ قَهرَا
ويعودُ الحُبُّ طِفلاً بينَنا يَبكِي ويَعرَى
ويعودُ الوصلُ نهرًا دافقًا يَطلبُ مجرَى
حينَ تَأتينَ يَعودُ القَمرُ الآفِلُ بَدرَا
ويُباحُ القولُ فيمَا بينَنا سِرًّا وجَهرَا
نَحتسِي الحُبَّ سَويًّا ورياحُ الشَّوقِ تَترَى
حينَ تأتينَ يجيءُ الطَّيفُ مِن عينيكِ سِحرَا
وتُغني الطَّيرُ فينَا أغنياتِ الشَّوقِ فَجرَا
حينَ تأتينَ يَلوحُ الأملُ الموءودُ دَهرَا
ويفوحُ العِطرُ في الآكامِ أشجانًا وبُشرَى
حينَ تأتينَ فإنِّي لستُ بالكَاتمِ سِرَّا
لا تلومِيني فإنِّي لا أُطيقُ اليومَ صَبرَا
قَد قَضينا في هوانَا دونما نَشعرُ عُمرَا
مَرَّ كالطَّيفِ ولما نَرتوِي منهُ فَنبرَا
حينَ تأتينَ يَغارُ النُّورُ..لا يَعرفُ قَدْرَا
ويهيجُ الشوقُ لما تُصبحُ الأرواحُ سَكرَى
أيُّها اللائمُ روحِي في هَواهَا وهِي أدرَى
لَو تمدُّ الكَفَّ تَلقَ في قرارِ الروحِ جَمرَا
مُوقَدٌ من ألفِ عامٍ فيهِ للآلامِ ذِكرَى
لم يَزلْ يَنكأُ جُرحًا ويُغني الكونَ شِعرَا
حينَ تأتينَ يَعودُ التُّربُ أَلماسًا وتِبرَا
حينَ تأتينَ يَجودُ الشِّعرُ..لا يَطلبُ مَهرَا
حينَ تأتينَ نُغنِّي في الورَى بَرًّا وبَحرَا
حينَ تأتينَ فهَذا زمنُ الوَصلِ فشُكرَا
محسن علي السُّهيمي
-