يقولونَ: هلَّ ربيعُ العربْ
وشبَّ عن الطّوْقِ سعْدٌ ودبْ
وجاءتْ جُموعٌ بِلا خِطَّةٍ
سِوَى تقْنِياتٍ تُثيرُ العَجَبْ
ففي كلِّ يومٍ لهمْ مَطْلبٌ
وفي كلِّ يومٍ لهمْ مُضْطَربْ
فعُطّلت الدُّور عن دَوْرِها
وطاف بها طائفٌ من رِغَبْ
أحقاً أهذا ربيعُ العربْ؟
* * *
بُغاثٌ تطيرُ بأحْلامِهمْ
وعُقبانُهمْ أذْعَنتْ للشَّغَبْ
وبعْضُهُمُ لمْ يُدِرْ ورْشةً
ولمْ يتهَيَّأ لجَنْيِ العُنبْ
ونعْجبُ إذ أفْرزوا حِقْدهمْ
وجاؤوا بعاصِفةٍ من لهَبْ
ولمْ تُصْغِ أُذْنٌ إلى حِكْمةٍ
كأنَّ المُنَى أنّ يَعُمّ الشّغبْ
أحقاً أهذا ربيعُ العَربْ؟
* * *
كنانَتُنا لمْ تَعُدْ مثْلما
عَهِدْنا بِها حِقَباً عن حِقَبْ
فلا الحِقْدُ يصْنعُ أمْجادها
ولا الحِرْصُ في عاصفاتِ الخُطبْ
يُؤجِّجُ إعْلامُنا نارَها
ويَسْكُبُ زيْتاً معَ مَنْ سَكَبْ
وصُهْيونُ تمْكُرُ في خِسّةٍ
وتُلْقِي على النّارِ حِمْلُ الحطبْ
أحقاً أهذا ربيعُ العَربْ؟
* * *
مَحاكمهمْ حَوْلها غارةً
وحربُ البَسوسِ لها ألْفُ أبْ
وشُرْطَتهمْ ضيّعَتْ دربَها
تَدورُ على عَجِلٍ مِنْ خَشبْ
يخافون أنْ يدَّعي مُدَّعٍ
ويخْشَوْنَ تُهْمَةَ سُوءِ الأدبْ
وأفعالُهُمْ مِنْ قديمٍ طَغَتْ
وأوْدتْ بهيْبةِ أعْلَى الرُّتبْ
أحقاً أهذا ربيعُ العَربْ؟
* * *
ومِصْرُ الحبيبةُ في مِحْنةٍ
تُناديكُمُ ياحُماة العَربْ
أما ثَمَّ في القُطْرِ مِنْ راشدٍ؟
يُخفِّفُ عنّي شديد التّعَبْ
تُنادي وتصْرُخُ يا فِتْيَتي
ألا ليْت فيكُمْ سِوارَ الذّهبْ
فإني لأخْشَى على أمّتي
خَريفاً يُسَوَّدُ فيه الذّنَبْ
أحقاً أهذا ربيعُ العَربْ؟
* * *
أحقاً أهذا ربيعُ العَربْ؟
أهذي السّنابِلُ والمُكْتَسَبْ؟
فَرحْماكَ يارب من فِتْنَةٍ
تَعُجُّ وأوْزارها تُرْتَقََبْ
حرامٌ على مِصْرَ أن تَنْكَفي
وخَيْراتُها – خِلْسةً تُنْتَهَبْ
حرامٌ فمِصْرُ لنا جَنّةً
نَلوذُ بِها إن شكَوْنا النّصَبْ
ولكننا في ربيعِ الغَضَبْ
-