* * إرهاصات ابتدأت في معهد الإدارة حين أصرّ مدير العلاقات «حينها» على تقديم كلماته لرئيس تحرير الجزيرة «حينها» فامتنع غيرَ عابئً بإغراء النشر والانتشار، ولم تمضِ أشهرٌ على الرفضِ المبرر في ذهنه بعدم الرغبة المجردة حتى صار «العلاقاتي» رئيسًا للتحرير؛ فخلف «محمد بن عباس» «خالد المالك»؛ ودخل - في عشريناته - الدائرة الصحفية مرغمًا بإنقاذ وضعٍ طارئٍ سببته إقالاتٌ واستقالات.
* * طلب منه «مدير التحرير» حينها «محمد الوعيل» الإشراف على نفسه؛ فليس ثمة سواه في «أدب وثقافة الجزيرة»، ولم يوافق إلا بعد تعهد من «أبي نايف» أنه إشراف مؤقت بشهرٍ على الأكثر حتى يجدوا بدلاء لـ»صالح الأشقر وسعد الدوسري ونسيم الصمادي» وآخرين؛ من تركوا أو أُتركوا، ولم يلتقِ بهم عدا «علي الشامي العلي» الذي اشترك معه في محاورة الشيخ «حمد الجاسر» لعدد الجمعة الأسبوعي الجديد واستهلا بها «قراءة في مكتبة»، ثم مضى «علي» وبقي وحيدًا.
* * حاول أن يقدم مادةً حيةً، وظن «واهمًا» ألا رقيب على الكاتب سوى اسمه وضميره ومسؤوليته، وفوجئ بصفحاته «تلغى» وبه يعاتب، وربما أضيف فوق ما حُذف، وقرر الهجرةَ مع الراحلين والمُرحّلين، ثم اضطر للتراجع مع وعدٍ بالمراجعة، وأيقن أن دوره سيكون ذا أهمية في تلك المرحلة «الحسّاسة» إذا استطاع التوازن والموازنة بين اندلاق وانغلاق، ومكث دون إغراء مادي وبخسائر معنوية، وأيقن أنه قدر يفضي به إلى قدر.
* * اطمأنّ حين انضمّ إليه رفيق الدرب «عبدالرحمن المرداس» ولم يكن يعرفه؛ فكونّا ثنائيًّا متفاهمًا طيلة ربع قرن من القلق والأرق والتحديات، وكانا أقرب إلى الإخفاق من الإشراق، وعبرا الأنفاق لا الآفاق؛ فالمشهد العام صراعٌ محتدم بين الحداثيين والتقليديين، وشاء الله لهما أن يعملا في القسم الثقافي وقتَ صدور الكتاب- الحدث «الخطيئة والتكفير» ( 1985 م)؛ فأخرجا «الجزيرة» من حديّة التظالم والتكاذب والتهم، ولم ينتصرا لطرف؛ فظلت «الثقافةُ الجزريةُ» خارج ميادين الرمايات المتبادلة.
* * مضت عشر سنوات والثقافيون في أزمة التعادلية المفقودة بين طرفي «التفكير» و»التكفير»، ولم تكن هادئةً؛ ولذلك حكاياتٌ قادمة.
-