مما لاشك فيه أن لدى كل منا معرفة تامة بشخص غني السجايا وعظيم المزايا هوكما عين لكل إنسان وعارف لكل زمان.. أجدر وأقوى, وإن صدحت نفوس متأوهة من قلة الثقاة وازدياد أعداد الوضعاء ممن يقبعون على كرسي بل كراسي مجاورة حتى يتخيل للرائي أن من يتولى منصبا مهما بلغ وصغر لابد أن يصطفي كراسي مجاورة ليهبها لأقاربه ومعارفه ربما حتى لا يشعر بالوحدة وما هم إلا يغيبوا الصورة الحق عنه أم كي لا يرموه بقطيعة صلة ويمنحوه عقد سؤددهم!

إن من يرى خلل وتراجع الصروح وتهاويها بعد أن كانت معلما ومحفلا سوف يستحضر زمنا مضى كان القائد فيه قويا أمينا مخلص فيه ترجمة فعلية للأخلاق والقدرات جميعها ومما يلاحظ زهد الثُقاة ممن يمتلكون مقومات الفلاح بكثير من المناصب حينما تعرض عليهم أو عندما يشار إليهم للمشاركة فيها وهذه سمة جميعنا نلحظها لدى المخلصين لكن الأرض في هذا الزمان تئن من سوء حرثها وبذرها والحصيلة اعتلال أجساد أتعرف أم لا تدرك من عفن ثمرها..كلما اعتذر وانكفى وانزوى صادق ساهم من حيث لا يدري في تولي عتي بائس يمتد شقاؤه على كل من هم تحت إمرته حتى يصل إليه فيعلم ضرورته وتخدشه العزة ولكن متأخرا.

إني كما كثير من الأفاضل قبلي ومن بعدي نهيب بمن أوتي علما وفضلا وقدرة من لدن ربه ألا يكتمه أو يختزنه في شأنه فقط أو على من حوله لأنه إذا شح المستطاب وكرم العفن انتشر الفساد وبان الخطأ بأرض بوار بلا كلأ.

وبالمثل تماما لمن وجد فضلا في أحدهم عليه أن يستنهضه ويستحث خطاه لمقود يكون فيه الفلاح والبناء وإذا مسه خطب عليه أن يدافع عنه ويقدم بحجج تسنده وتظهر أن الحق بين وخلفه رجال لا يخنعون ولا يهنون.. لهم حق مسترجع وعون غير خوان حاضر لا يهدأ.

خلاصة الحبر:

كما كان يردد مرارا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم أشكو إليك قوة الخائن وضعف الأمين.

-