لقد تعمّقت علاقتي وفهمي أكثر للفنون والحضارة الإسلامية بمجرّد اتخذتها مبحثاً في مرحلتي الدراسية الحالية، لم أكن لأحصل على الكثير من المعلومات المتعلّقة بالموضوع لا من خلال التعليم العام أو حتى الجامعي، وكان آخر ما وصلني قبل أيام قليلة خبر افتتاح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون معرض “1001 للاختراعات في الحضارة الإسلامية” بمركز كاليفورنيا للعلوم في لوس أنجليس ويستمر حتى 31 ديسمبر 2011م، حيث أثنت في كلمتها التي ألقتها على ما يحق للمسلمين الافتخار به من حضارتهم السابقة كأساس للعلوم والتكنولوجيا الحديثة؛ وضربت الأمثلة بالجزري الذي أسس لعلم الآلة، وفاطمة الفهري التي وضعت القواعد لأقدم نظام جامعي عرفه العالم منذ القرن 9م؛ ولقد زار المعرض أكثر من مليون شخص خلال السنة الأولى من جولته العالمية التي تستمر لمدة خمس سنوات، أقيم سابقاً في كل من لندن، اسطنبول، نيويورك والآن في لوس أنجليس ويستمر لمدة سبعة أشهر. ويكشف المعرض عن التاريخ المنسي للمسلمين خلال الفترة من القرن 7-17م، حيث مهّدت جهودهم الطريق أمام النهضة الأوروبية، في الحقبة التي عُرفت بالعصور الوسطى التي تسمّى أحياناً بـ “العصور المظلمة”، بينما كانت “عصراً ذهبياً” للمسلمين. وعلى صعيد آخر وفي نفس البلد يقيم متحف مقاطعة لوس أنجليس للفنون؛ معرضاً بعنوان “هدايا السلطان: فنون العطاء في المحاكم الإسلامية” الذي يعرض 200 قطعة تتصل بموضوع المعرض؛ تعود للفترة من القرن 8-19م، كما يحتفظ عدد من متاحف أمريكا كالميتروبوليتان وغيره، بالكثير من المخطوطات الإسلامية التي تكمن بين ثناياها أسرار حضارة العرب والمسلمين، أشار إليها الأستاذ أحمد الشقيري في برنامجه خواطر ولازالت هناك جهود لتسليط الضوء عليها، فيما تبقى فعالياتنا الثقافية وحتى مناهجنا الدراسية بكل أسف قاصرة عن التعريف بمثل ذلك.
-
+
Hanan.hazza@yahoo.com