واتركوني في ركن منزوٍ عنكم
مللت الأحاديث الطويلة
والعبارات المملة
وعيون السمك الشاخصة
وسيارات النقل المتكدسة بالأموات الواقفين
المادين أيديهم بطول المدى
بحثاً عن كفن
لا تلفوني بكفن الكلمات الصدئة
وأعذار المدن الغبية
واتركوا روحي تطير
نحو النور أو أقرب شعاع
لم يعد عندي كثير أمنيات
غير أن أطلق سراح روحي
وأعدو بحثاً عن وطن لا يعرف الزيف
فوطني الذي يسكنني في عمق العمق
غرق داخلي.. ولم يعد يطفو
لا تلفوني بكفن الوجع الكامن في مرآة العيون
واكشفوا عوراتي كلها
لم يعد هناك ما أخفيه أو أخاف منه
كل الجدران النفسية تهاوت
وانفرط عقد المجالس
لا تلفوني بكفن النظرات المستريبة
والمؤامرات العجيبة
وتصفوني بأني وأني وأني
أقول لكم: لا تلفوني بكفن
لا تلفوني بكفن الملامح الضائعة في الزحام
وتلاصق الأجساد في غير حميمية
فعلى رصيف المترو تحت الأرض
تسكن أرواح تنتظر الراحة الأبدية
فكثير رأوا العنكبوت معجزة
وآخرون رأوه رمز فساد البشرية
وفي الميدان الواسع الكبير
عاش الشهيد..
وبغير كفن ولا وجع ولا ولا
لا تلفوني بكفن واكتبوا بجوار اسمي
«شهيد»
أطلق سراح روحه
-
+
aboelseba2@yahoo.com