بعض النبض من أحبته الكثر..على إثر العارض الصحي الذي ألم به - شفاه الله-
لا مسّك الضر في نفس ولا بدن
وجانبتك العوادي يا أبا يزنِ
إن كنت تشكو من الآلام؛ إن صدى
شكواك تفضح منا كامن الحزنِ
حملت نفسك جهداً فوق طاقتها
فراحت النفس ترميه على البدن
وعاد فكرك موارا بطاقته
وعاد جسمك يشكو سطوة الشجن
وتلك ديدن نفس هام حاملها
بقامة المجد لا في الساقط النتن
فكنت شعلة تنوير يضاء بها
ليل لكي توقظ الأحداق من وسن
جئت الجزيرة بكراً، إذ أفضت لها
وعدت منها ببلقيس بلا يمن
فتوجتُ تاج ملك للثقافة من
ذوي الثقافة تقديراً بلا منن
وحام من حولها العشاق، فانتبذت
عنهم مكانًا قصياً، عالي القُنن
فكان للعارفين القرب منها، ولا
ينال من قدسها عبادة الوثن
وكنت ناسكها، وكنت عارفها
وكنت حارسها عن مغرض عفن
أنصفت أفذاذ فكر قد تقاعس عن
إنصافهم من يرى الإنصاف لم يحن
بادرتهم بوفاء أنت موئله
لولا وفاؤك؛ ما قد كان لم يكن
ما زلت تستكتب الكتاب؛ حتى إذا
جمعتها متعة للب والأذن
أطَّرت هذا بإسلوب عُرفت به
فيه الرشاقة والإيجاز في قُرن
ما غرك الدال حين الدال غُر به
من داله زاده وهنًا على وهن
فانهض! فأنت غراس يا أبا يزن
يمج طهراً ولا ينمو على عطن!
***
11-07-32 هـ
-