يتكرر مصطلح الشباب الفترة الأخيرة بشكل لافت وفي الفن التشكيلي اهتمت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحمل اسمهم بهم مبكراً ومنذ أخذت في تنظيم نشاطاتها التشكيلية المبكرة في السبعينيات الميلادية فأقامت المعارض المتنوعة وكسبت مشاركاتهم في الداخل والخارج بل ورشحتهم إلى مناسبات محلية وعربية ودولية لم يقف الأمر هنا فوزارة الثقافة والإعلام خصصت في الفترة الأخيرة معرضاً أسمته الشباب أقل من خمس وثلاثين عاماً ولقي استجابة طيبة ولافتة من الجنسين. في مصر وربما غيرها هناك صالون الشباب الذي ظهر أواخر الثمانينيات الميلادية وكنت حضرت دورته الأولى ولمست قدر الحيوية التي كان يتمتع بها المشاركون حتى في اللقاء المنبري أو الندوة التي تم تنظيمها على جانب المعرض كانت الآراء والاختلافات ووجهات النظر بكل أشكالها وتبايناتها وعندما انطلق بينالي القاهرة خُصصت مشاركة للشباب دون عمر خمس وثلاثين حسب ظني حضرته أيضا وكانت المملكة تشارك في البينالي بأعمال فنانين من بينهم الفنان زمان محمد جاسم حينها، وبترشيح من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وزارة الثقافة والإعلام في معرضها للشباب نجد تنويعاً واختلافاً وأيضاً رضا بكثير مما قدمه الفنانون والفنانات للمعرض وهذا يعني تشجيعا ليس مطلوبا في كل الأحوال، لأني أرى أن الأهم هو أن يتم انتقاء الأعمال بناء على مستوياتها لنرتقي بالعرض وبالفكرة ويمكن أيضا دعم الجوائز بما يحقق مزيداً من الإقبال وارتقاء مستوى العرض والأعمال المقدمة بل ويكون مجالاً للتنافس بين المتقدمين للمشاركة وأيضا يمكن أن تصعّد الأعمال إلى مشاركات خارجية يرافقها عدد من الماركين والمتميزين.
الحركة التشكيلية في المملكة لم تزل شابة فبداياتها المبكرة كانت بعد الستينيات التي شهدت في بداياتها إرسال طلبة لدراسة التربية الفنية أو بعض تخصصات الفنون من ديكور أو خلافه وعندما عاد المبتعثون وجدنا حضورهم وحيويتهم وإسهاماتهم الريادية في حركة جديدة لم يتعودها المجتمع إلا من خلال دروس التربية الفنية المتمثلة في الرسم والأشغال وهي مادة لم تكن كغيرها من المواد التي يمكن أن يتعلم منها الطالب معلومة بل إنها كانت مادة تربوية تسعى ضمن أهدافها للارتقاء بالإحساس وبالعمل الجماعي وغيرها، والتحق الهواة ومحبو الفن من خريجي المرحلة المتوسطة بمعهد التربية الفنية في الرياض ثم خريجو الثانوية العامة بأقسام التربية الفنية في بعض الجامعات فكان الشباب عماداً للمادة فنانون أو معلمون أما هي (المادة) فلم تزل بين مد وجزر وبحاجة إلى مزيد من الاهتمام.
الحركة التشكيلية والأنشطة المحلية المقامة هنا أو هناك يمثل جيل الشباب فيها الأكثرية والأجيال في حضورها تبعث في الساحة جرعات من الحيوية التي تتجه إلى الوسائل الاتصالية الأحدث كالمنتديات الفنية أو صفحات التواصل الاجتماعي يتمثل في المتعاملين معها الشريحة الأكبر (الشباب) وبالتالي عطاءاتهم الفنية من كتابات وتعليقات وأعمال في مجالات فنية مختلفة وهو ما يمنح مزيداً من التلاقي وتبادل الخبرات والمعارف خاصة أنه لا يوجد ما يمنع أو يحجز معلومة أو فكرة أو خاطرة، والمستويات الفنية المأمولة تحتاج مزيداً من الفعل والجهد الجاد بعيداً عن الآراء السطحية التي تتابع كل ما تطرحه المواقع والصفحات فهناك كثير من المجاملات التي تسهم في أن يراوح المهتمون أماكنهم والمنتديات أو المواقع أسهمت في نسخ البعض أعمالاً لا يصلون بها إلى نتيجة إيجابية ومطلوبة واكتشاف السرقات أو التأثيرات سهلة ولا تحتاج إلى كثير جهد وببساطة شديدة يمكن البحث عن اسم لنجد منه أسماء ومتشابهات لا حصر لها.
-
+
solimanart@gmail.com