مط شفتيه خارج وجهه، شعرتُ أن عينيه، تتقافزان بين يديه، كرتين، ملتهبتين، ملأ رئتيه بشهيق، كأنه يبرز عضلات صدره، في انتظار خصمه العملاق، وزفر زفرة، حركت زوبعة فنجانه البارد! هويت برأسي يمنة، ويسرة، لطقطقة، بقايا من رقبتي، عابثاً، فدهشت مما رأيت! بكاء، مخنوق، كأنين قطة، تحتضر، سألته، بصوتٍ، لم يروِ حلقه منذ أسبوع ما الذي جرى؟ هذا السؤال، أشبه بمفتاح، حقيبة حديدية، تشمّ حين فتحها، بخور الجاوي المحروق، مسابح بحجم عقلة الإصبع، صوراً لرحلة، بجانب جمس أخضر، (براطمه) تسفّ التراب، ويلعق ريق لسان حرباء، وذكريات، تقطع نياط القلوب!
رفعتُ أحد حاجبيّ، عندما فجاءني الرد، كصفعة من كفٍّ دارت دورتها كاملة، ثم هوت على خدي، فارتجت كل عضلات وجهي، وظهر لساني، كخروف منتحر، بسكين لم تحدّ جيداً على رقبته! قال: مرةٌ هي الحياة أن تعيش بلا صوت! ثم قذف بزوبعة فنجانه بعيداً هناك، ومخر الفنجان يشق عباب البحر المتلاطم.