تحتوي «لغة العرب» على آياتٍ جليلةٍ من غزارة المعاني، واطراد وترادف المراد على نحو لم يكن له أي مثيل من قبل، وهذا ما يدعوني ويدعو كثيراً ممن له اهتمام وفير في العلم واللغة إلى القول بأن اللغة ليس «وليدة لغة أخرى» ولكنها ذات نسق متحد، نعم، قد يكون هناك تشابه قوي بين هذه اللغة الأم وبين لغات أخرى قد يكون لها من القِدَم مثل ما لها على حد سواء.
وكنت قد قدمتُ طرحاً علمياً على اثنين من «المجامع اللغوية» بينت هُناكَ أن من أسباب وضع الحديث والكذب فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أسباب ذلك:
1- ركالة اللغة.
2- وترادف الألفاظ دون وجه بيّن.
3- قطع أصول مفردات الدلالة.
4- بشاعة النص.
5- مخالفة النص للعقل السليم.
وكنتُ قد عولتُ في هذا كله على شواهد ذات مرامي مهمة قبلتها المجامع بوافر من الحرص قوي متين.
ولا بأس أن أسوق شواهد من تلك الآثار.. أو النصوص أو من زعم أنها أحاديث نبوية أسوقها عبر «مجلة ثقافية ممتازة رائدة» ليتبين للجامعات والمجامع العربية والهيئات العلمية ضرورة النظر في حقيقة هذه اللغة ووجوب حمايتها تماماً، كما تتم حماية السنة المطهرة من الأحاديث الواهنة والتي لعلها يعتمدها من لا دراية له بمثل ذلك.
فأسوق بعضاً من كل:
1- النظافة من الإيمان.
2- كما تكونوا يولى عليكم.
3- أكرموا عمتكم النخلة.
4- الباذنجان لما أكل له.
5- ماء زمزم لما شُرب له.
6- ليس كل بيضاء شحمة.
7- اتقوا فِراسة المؤمن.
8- إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
9- إنما يعرفُ لذوي الفضل ذوو الفضل.
10- لو كان الفقر.. رجلاً.. لقتلته.
11- اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.
12- سل حتى يُقال مجنون.
ومن لوازم إيرادي لهذه الآثار غير الصحيحة فإنني أورد نصاً تداوله النقّاد في كتبهم (والمربون في كلامهم) والمفتون في إجاباتهم مع وجود الخلل فيه من حيث: اللغة مع ضعف شديد في سنده ألا وهو: (أدبني ربي فأحسن تأديبي).
ومع جهالة دراسة الإسناد وأحوال المتون وطبقات الرواية والدراية فإن مثل هذا الأثر قد يرد دون محيص لمورده إلا أن يورده ما دام لا يعرف الآثار والأسانيد وطبقات حقيقة الشذوذ والصلة في المتن أو السند؛ خذ مثلاً: «إذا بعثتم إليّ رسولاً فابعثوه حسن الاسم حسن الوجه».
وخذ مثلاً: «إذا حاضت المرأة فلا يظهر منها إلا هذا وهذا» وأشار إلى (وجهها وكفيها).
وأغلب الظن أن أدباء ونقاد النصف الأول من هذا القرن في كل من مصر والأردن وسوريا كان قد وقع بعضهم في تحريره للأدب والنقد وعموم الثقافة في إيراد آثار ليست تقوم إلا على بطلان السند، وما كان لهم أن يعلموا ذلك لعدم معرفتهم بما يترتب على هذا من بطلان النص ليبطل بذلك تحرير ما حرروه (إذ لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء).
وكذا: (فإن الإسناد من الدين...).
ولما كانت اللغة العربية وأيم الحق هي ما يقوم عليه الأثر الصحيح فإن اللغة هي أرض الَّعلم.
وهل أحدٌ قد سار من قبل على: الهواء..؟
من أجل ذلك فإنني أعود على بدء ما كنتُ قد نظرته قبلاً لتشكل «لجنة علمية عليا» برئاسة سماحة المفتي وعضوية مدراء الجامعات وبعض ذوي القدرات والموهبة في مثل هذا من أساتذة الجامعات والعلماء لتحرير أمرين مهمين جدَّ مهمين ألا وهما:
أ- بيان الآثار الضعيفة المتداولة في الكتب والمناهج العلمية.. والدراسية.
ب- ضبط حقيقة أصول اللغة وسلامتها من العارض المولد والذي ولَّد خلال قرنين من الزمان مفردات ولهجات ليست إلا ذات عور بيّن، لكنها زاحمت «اللغة الحقة» وبسبب ذلك راجت الآثار السيئة.. حتى ليكاد طفل ولا تكاد طفلة ولا يكاد العجول من كاتب ومدرس وأديب وناقد وواعظ إلا صاد من الطرائد ما لعله نسراً كاسراً فإذا به قد اصطاد طيراً ليس بذاك.
وأملي كبير -بعد الله تعالى- بسماحة المفتي الذي درسني العلم والخلق من عام 1388 و1389 في (الكفاءة) إبان طفولتي المبكرة، ثم بمدراء الجامعات أن يعولوا على مثل هذا باكراً فما يوم «حليمة بسر».
أيد الله تعالى الكل بتقواه وفضله وهداه.
بريد الخميس
«إجابة مهمة»
- ع. ع. الهلالي - الرياض
- ع. م. العواد - الرياض
- م. م. ع السبيعي - الدرعية
أقدر لكم ذلك جداً، وما تم في العدد (433) من نقد جزء صغير من «المعجم» آمل عدم العجلة عليّ، وسوف أناقش المذكور في كلام واف بعدما أخذ معلومات جيدة حسب مصادر خاصة عن نفسيته وحياته ونقده ورسالته التي قدمها، وهذا كله سوف يظهر في المعجم (جزء 9) أقدر لكم ذلك ولكافة المتصلين.
- الرياض