مبروك لكل فوتوغرافيي المملكة؛ لقد أبدعتم، ونقش الإبداع اسمه بكم ومعكم على أرض معارض الرياض. كان موعدنا مع الحلم الذي أصبح حقيقة. لم يكن حدثاً عادياً، لا من حيث فكرته أو تنظيمه، أو توقيته. كل الأمور كانت على الوجه الأكمل؛ أسماء استحقت الفوز وبجدارة، وأسماء جديدة وجدت في الملتقى فرصة الوصول للآخر. لا أعلم لماذا تبدو لي العلاقات البشرية لدينا في ظل العدسة الضوئية أكثر حميمية من بقية أنواع الفنون؛ فتجانس الأفكار والتوجهات، يدعمها تقارب الأجيال بين شرائح المصورين، كل ذلك يجعل مجتمع الضوء مختلفاً تماماً. أم أن البقاء للأقوى؟ فالصورة اليوم هي اللغة المتداولة بين العالم. تطبيقات الأجهزة المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي تشجع على مواكبة متطلبات هذا الزمن ذي الإيقاع المتسارع؛ لذا جاءت مبادرة الهيئة العامة للسياحة والآثار بتنظيم هذا الملتقى الرائد من نوعه؛ ليكون متاحاً لنا أن نرى المملكة بكل الألوان، جغرافياً وبشرياً وفطرياً وصناعياً، وغيرها من ملامح خاصة تختصر ثقافتنا، وتلخصنا في «لقطة». سرني كثيراً تزايد الاهتمام بالصورة بوصفها رسالة، وتمرير لغة خاصة من خلالها. كان الملتقى فرصة للقاء بعض الزميلات اللاتي لم أرهن منذ زمن، كذلك عدد من المصورات التقيتهن في دورات تدريبية في جمعية الثقافة والفنون، أو عبر المخيم الصيفي. أُعجبت بهن، وبقدر التقدم القوي في مستوى الأداء الفوتوغرافي والفني الجمالي الذي تبلور لديهن من خلال الاستمرار في الممارسة، وتطوير النفس بالدورات وورش العمل. في حين - للأسف - ما زالت الجهات التعليمية لدينا تفتقر إلى مثل هذه الأقسام رغم أهميتها. كان كل شيء جميلاً في مركز معارض الرياض، خاصة لمن اعتاد زيارة المكان في معرض الكتاب مثلاً؛ حيث العدد الهائل من الزوار جعل تجربة المكان هذه المرة مختلفة.