الثقافية - محمد الرويلي
كشف المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في اليونسكو الدكتور زياد بن عبدالله الدريس أن مستقبل الثقافة العربية والثقافة السعودية تسير إلى طريق لا يمكن أن نقول عنه إنه مجهول تماماً لكنه أيضا طريق غير واضح المعالم كثيراً الآن وهذا لايتعلق بالهوية السعودية أو العربية فقط إنما أيضاً الهوية العالمية فجميعها تعيش مرحلة مغايرة لما كان في العقود الماضية هناك تحولات كبيرة جداً هناك تغيرات جذرية لعبت دوراً كنا نظن بأن الربيع العربي هو الربيع الوحيد في العالم لكن الآن بدأت مؤشرات بأن هناك ربيع عالمي ومايجري بأمريكا من مناداة بعض المواطنين الأمريكيين من انفصال بعض الولايات الأمريكية عن امريكا هذا مؤشر جديد أيضاً ومنادات كلها مبنية على قضايا متعلقة بالهوية الأمريكية والشيء نفسه الأمر متعلق بالهوية العربية التي تتأثر بالتجاذبات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية لكنني أعتقد بأن التغيير هو أمر مفروض منه لكون التوجه العام لكل فصائل الثقافة في المرحلة القادمة
وعن القول إن الرواية السعودية لم يئن أوانها قال الدريس إن ذلك مجازفة لأن الرواية العالمية أصلاً على وشك أن ينتهي عصرها ويتوقف ويتم التحول إلى فن آخر من فنون الإبداع والتعبير الإنساني أو ربما كما يقول البعض بأنه سيكون هناك عودة إلى الشعر بعد أن تضائل في العقود الماضية فإذا قلنا بأن الرواية السعودية إلى الآن لم تصل إلى المستوى المأمول أخشى أنها ستنتهي موجة أو موضة الروية في العالم والرواية السعودية لم تصل وهذا ليس جديد لأننا دائماً نلحق متأخرين في الموضات التي تحدث في العالم لكني أعتقد بأن الرواية السعودية مرت بالعقد الماضي بثورة أستطيع تسميتها على صعيد «الكم» هذا بشكل واضح ومحسوم مقارنة بما سبقه أما على صعيد «الكيف» والنوعية قد يكون لصعوبة الجزم برأي واحد لكوني غير ناقد متختص في الأدب ولافي الرواية ورغم ذلك هناك أسماء من الروائيين السعوديين قدموا روايات معقولة جداً استطاعت أن تتجاوز الحدود المحلية إلى الحدود العربية صحيح أنها لم تصل إلى العالمية وهذا أمر طبيعي لأن التجربة لم تتضح بما فيه الكفاية بل أنها بدأت متأخرة جداً وبالتالي أعتقد أن تجاوز المحلية إلى العربية قد يكون في حد ذاته يعتبر إنجاز والقفز إلى طموحات أخرى سريعة قد يكون فيه إفساد لمسار التطور.
وعن ثنائية المرأة الثقافية أوضح الدريس» للجزيرة»أنه لا يفرق بين المرأة والرجل وتساءل لماذا جعلناها قضية في كل شيء تستطيع المرأة أن تجلس في بيتها وتكتب رواية مثل الرجل ولا يستطيع أحد منعها ليس هناك استحضار لثنائية المرأة والرجل كما أكد بأن الخلاف بين الباحثين والمبدعين كأنموذج الغذامي والبازعي في المشهد الثقافي السعودي قال الخلاف والاختلاف ليس محصوراً على الساحة السعودية فقد اشتهرت خلافات بل حروب شنيعة بين أدباء مصر في سنوات بعيدة ماضية وفي سنوات قريبة أيضاً وبين أدباء على مستوى الوطن العربي بل حتى على مستوى العالم هناك تنافس دائماً المتناظرين ينافسون فيما بينهم المشكلة أو الخلل عندما يتجاوز هذا التنافس إلى مرحلة العداء هنا يصبح هذا الخلل مضر بحركة الثقافة لكني لا أرى بان هناك صراعات وصلت لمرحلة العداء وهذا أمر طبيعي أتمنى تجاوزه واختلاف الغذامي والبازعي أتمنى أن يزول لكن هذه أمنية مثالية قد لاتنطبق من الطبيعي أن يكون هناك اختلافات كما أن هناك اختلافات بين الإعلاميين و رؤساء التحرير والأطباء والمهندسين والسياسيين الذين يعملون في مجال واحد دائماً ماتكون الخلافات بينهم متوقعة.
كما أوضح «للثقافية» بأنه بصدد إصدار كتاب حول مفهوم الوطنية سيكون جاهزاً في معرض الكتاب.
