حين تنطفئ الشعلة الراعشهْ
حين يغدو اللظى
كومةً
من رمادٍ ذليلْ
حين ينتحر الشوقُ
يسقطُ
من شُرفة الضجر المستبدِّ
ويذوي الحنينُ
جريحاً على الدرب
من طلقة طائشة
أتلفَّتُ ذعراً
أسائلُ ريح النوى
عن بقايا الدخانِ
وعطر المكانِ
أُفتِّشُ
في عتْمة الروحِ
عن مرفأٍ لم تغادرْه
أشرعةُ الزمن المستحيلْ
يتمطَّى السكون الثقيلُ
بقلبي يُردِّد:
في البدْءِ كان الرحيلْ
كيف تبحث
في زحمة العمر
عن لحظة آفلة؟
كيف تسقي هشيماً
وتزعم مُنتشياً
أنه وردة ذابلة؟!
...
آهِ يا ماردَ اللحظة العابثة
آهِ يا عقربَ الساعةِ الثالثة
كيف أضحى الزمانُ
لديكَ مكاناً قصيّاً
وكيف هصرتَ
ورود الصباح الضحوكِ
اعتصرتَ
غيومَ المساء السخيِّ
تشظَّى الربيعُ لديكَ
ظلالاً على لوحة باهتة
وأحالت يداكَ اللقاءَ الدفيءَ
إلى ذكرياتِ الجليدِ
إلى صنمٍ خزفيٍّ بليدٍ
إلى لافتة ! ..