لا تحتفي بالضُّحى.. عندي لهُ صوره
أنقى من الأصلِ !! لكن غير مأثوره
رؤياي.. قد تكرهينَ الرَّمزَ لحظَتَها
لكنَّها كَعَرُوسِ البحرِ !! أسطوره
آنَستُهَا بين ميناءين فَاتَّسَعَت
شَرحاً و غَايَتُها في الصَّدرِ محشوره
إنْ شئتِ أنْ تَغزلِي الوسواس فاحتشمي
مثلَ الرُّؤى أو فَمُوتي الآن مقهوره
قارورةٌ أنتِ ؟! لا أدري فَفي خَلَدي
رَيبٌ و شَفرَةُ هذا الحرف مكسوره
عداوةٌ لم أُقَلِّمْهَا قد انقَلَبَتْ
عفواً يفوحُ شذاها: (أنتِ مغروره)!!
إنْ تَعذُريني من العشق الذي احتَشَدَتْ
لَهُ القوافي فَلَستِ اليومَ معذوره
لا تهربي.. قَفَصُ الأشعار من غَزَلٍ
قُضبانُه !! تَسألُ التأنيثَ عصفورَه !!
لا تهربي.. فَكُنُوزُ الجَفنِ من أَرَقٍ
أشهى.. وجِنِّيِّةُ الإلهامِ مَبهُوره
تَهتَزُّ من رَونقِ المعنى على وَتَرٍ
كَهلٍ فَتَبتَكِرُ الأَيمانَ مبروره
تَفِرُّ من سَطوَة المألوفِ ما ارتَجَفَتْ
كأسُ القصيدِ وتأتي بَعدُ منثوره
راقَبتُها فَتَجَلَّتْ فِيَّ نَشوَتُها
إذ أنهلُ الفيضَ راحاً غيرَ محظوره
عُنقودُها طائفُ الأحلام!! رغوَتُها
روايةٌ كاختلاسِ اللَّحظِ! مذعوره!!
أحلى من الأمنِ خوفٌ في مساربها!!
قِدِّيسَةٌ و هي بالإغواء مشهوره!!
مَجبولةٌ مِنْ دُعَاء الماءِ في لُجَجٍ
تُهاتِفُ الثَّغرَ دهراً غيرَ ميسوره
قَرَّتْ بها أبجَدِيَّاتُ الأريجِ و قَد
كانت كما تُنشِدُ الخنساء موتوره
إليكِ أيَّتُها الجَوزاء ما بَرِحَتْ
أنشودتي تَبذُلُ الأنفاسَ مسروره
أرنو إليكِ و في عَينَيَّ فَلسفَةٌ
تُراوغُ البوحَ!! بالألغاز مغموره
إشارةٌ تُلهِبُ الأذهانَ مِئزَرُها
وَمضُ السُّهى وشُرودٌ يصقلُ الصوره
حكايتي صبوةُ الرَّاوي أَبوءُ بها
من أيكةِ السَّردِ عاشتْ غيرَ مبتوره
تَقَبَّلِيها وإن طالتْ فآخِرُها
مَشُورةٌ بِسَوادِ المِسكِ مستوره
إنْ شئتِ أن تختمي الأورادَ فالتمسي
فَضحَ الرؤى أو فَمُوتي الآن معذوره