فكرتُ أن أنام..
واستودعَ الأرض السلام..
وضعتُ أذني اليمنى على صدرها العشبي
و وضعتْ على عينيّ كفها.. علّه يأتي المنام..
أنينٌ جافى مضجعها.. فافزعني..
وأفزعَ مني الأسئلة..
«أماهُ.. هل لنبضك أن يستكينْ..
لهاثُ عدوٍ.. دقاتهُ..
حشرجةُ رعدٍ.. سباتهُ..
أنتِ.. سيدةُ هذا الفضاء.. ألا تعلمينْ..! «
التفتت إليّ..
حدثتني عينيها.. بزرقة السماء..
وابتلعني الناظرينْ.. حيث ماض ٍ سحيق..
وهمستْ:
«جرحُ هابيل.. يخاط كل ليلة..
وينزعهُ قابيل.. في كل ليلة..!!
يا وجعي..
كيف يباتُ الحق.. مسلوب الهوية..
يا وجعي.. أبنائي يعودون إلى جوفي.. سكارى
بعد أن شربوا على بيعي.. كأس القضية
واضمهم إليّ..
فلا سمائي سماء أرواحهم..
ولا البسيطة.. بسط أكفهم..
أنكر الخرير العذبُ.. أصواتهم
يا وجعي.. من يحمل اتقاد قلبٍ.. كقلب أمّ.. من..!! «
وغابت في الصمتْ..
ريحٌ تأخذني منها..
وريحٌ تأخذني إليها..
ارخيت سمعي.. وقبلتُ جبين السماواتِ
وغرستُ في صدرها.. زنابقي البيضاء
وملامحكم جميعا..
وقلبتُ الترابَ.. بنياتكم..
علّها تنام هذه الأرض..!
علّها... فينام الأصفياء
هل فكرتَ أن تنام..
إذاً.. استودع الأرض السلام
@HinDahmash