مداكَ توجسٌ ورؤاكَ حزنُ
وفي جنبيكَ محرقةٌ تئنُّ
وصمتكَ آةٌ خرسا توارتْ
وبين ضلوعكَ الحيرى يُجَنُّ
أفقتَ على جراحٍ ثائراتٍ
ونمتَ على مصائبَ لا تَكِنُّ
وكم طرقتْ ركابُكَ من محلٍ
فعادت نحو مولدِها تحِنُّ
غدتْ فلواتُ عمركَ ممحلاتٍ
تساقطَ نوؤها في القلب شنُّ
ترعرعتْ الجراحُ وأنتَ غرٌّ
ليُقلَبَ في الأشُدِّ لكَ المجَنُّ
بدتْ غزواتكَ الكبرى خيالاً
وقلبُكَ عادَ مكسوراً يئِنُّ
وكم أملٍ تغلغلَ ليس يجدي
وكم حلْمٍ غدا جُرحاً يرنُّ!
وكم من زهرةٍ نبتت حياءً
على أطراف حُزنكَ فهي ترنو!
وكم من لوعة في القلب باتت
ليزهر في الملامح منك وهنُ!
أغركَ أنّ قلبكَ صار يهذي
بأحلامٍ فتفضحُ ما يُجِنُّ؟
مضيتَ إلى سبيلٍ لستَ ترجو
ليأسرَ قلبكَ المحزون فنُّ
وحيداً صار حلمك من سرابٍ
غريبا صار قلبكَ لا يحنّ!
وأنتَ كما عهدتكَ لستَ تدري
متى ينفض من جنبيك حزنُ
بنيت على الشغاف له مزاراً
وأعيا قلبكَ المجروح ظنُّ
وجرّبت الرحيل فصرتَ جُرحًا
وحربُ المحزنات به تُشَنُّ!
أفاضت منه في عينيك سرا
تخبئهُ فتكشفُ ما تُكِنُّ
وكم أمّلتَ في دنياكَ حُلماً
فعدت به ولستَ كما تظنُّ
رضعت من الأسى جمرات همٍّ
وأحرقَ قلبكَ المحزونَ منُّ!