ماذا سيُحضِرُ لي المساءُ إذا أتى

قُل لي: «أتيتُ»، وفي يديكَ مسائي

راح الصباحُ بخُبزهِ وبمائهِ

تركَ المساءَ مُخدّرَ الأعضَاءِ

احمِلْهُ لي فلكم حَمَلتُ صبابًة

تكفيهِ قوتَ بقائه وبقائي

أنا لم أذُق روحي بقلبٍ باردٍ

ما أكثرَ الأشواقَ في أحشائي!

نجْمٌ تَذَوّقَني فصرتُ حلاوةً

ما بين مضغِ النّورِ والظلماءِ

هذي السماءُ سئمتُ كلَّ صخورها

فمتى يعودُ الصّخرُ للصحراءِ

يا أيها القمرُ الذي قد شقّ في

عينيّ أحلامًا من الأضواءِ

أُقرُب إليّ، اسكُنْ على سطحي فكم

ضاعَ المكانُ بوحدتي وشقائي

لو لم يكُنْ قلبي بقايا منزلٍ

ما كنتُ أبحثُ فيه عن أحياءِ

هذي الدُّموعُ تدورُ في أعناقنا

لا يَربِطُ الأعناقَ مِثلُ بُكاءِ

مشروعُ عينينا كلامٌ حائرٌ

بين الهدوءِ وبين صَوتِ الماءِ

لا يستريحُ وقُوفنا في شوقنا

من قال «إن الشوقَ بعضُ عناءِ»؟!

الحبُّ مرميٌّ على أشيائنا

أرأيتَ بَعْدُ تَبعْثُر الأشياءِ!

وجهي ووجهُك صفحتانِ تَحدّتا

بالحبِّ كُلّ ملامحِ القُّراءِ

أنت السواحل ُكُلُّها وأنا التي

أقضي بها حُلمي على استرخاءِ

ما مِن عناءٍ للمساءِ وبُعدِهِ

إن كنتَ جئتَ وفي يديك مسائي