أدْرَكنيْ الوقتْ..
ما استطعتُ اللَّحَاقَ
بِجُموعِ النَّازحين..
وجَدتُنِي مُعلَّقَةً
بين ذاك الحيِّ
ونَخْلةً
بكُلِّ اعتدادٍ تنحني
تحْرُسُ دارَ جيرانيْ الطَّيبيْن
خَلعْتُ اللِّثام
لكِنِّي
بعدَ حينٍ!
أدركتُ أنيْ
خلعتُ الأهمَّ
خلعتُ ذاتيْ
أدركتُ ذلكَ بعدَ حينْ
ذاتيْ التي
قطعتُ لأجلها
تذكرةَ السَّفَر
ترَكْتُها..!!
تَرَكَتْني.. لاغْترابيْ
لأمسِياتِ عذابيْ
زيفُ أفراحيْ
شتاتيْ
تَرَكتنيْ
أبتْ خُطوتها الحِراكِ
السّيْر مع رحالِ السائرينْ
تشبثتْ بالدارِ
بالأرضِ، بالطينْ
عربية الهوى
هيَ..
شرقيةٌ؛ لا غربيةٌ
يتنازعُها الحنينْ
كيفَ الحنينْ!!!
وهي قائمةٌ هناكْ
وهنا جَسَدٌ مُسجَّى
طيورُ البحارِ لا تشجيهْ
رذاذُ المطر لا يُنسيهْ
لا زرقةِ البَحْرِ تُسعِدُهُ
لا صدحَ بلابلَ يُشْجيهْ
صوتُ النايِ
بدلَ أنْ يُطرِبُهُ
يُبْكيهْ
مياهُ النَّهرِ لا تبللهُ
تُغرِقهُ
تُميتُهُ
لا تُحييهْ
لتكشفَ صفحة الوجه
عينانَ سودٌ
وخد خالطه السمرة
واسمُ العروبة وسمٌ
مكانهُ فوق الجبين
رهن لأجل الأرض عمره..
ففي سفريْ
تبللُ تربتي خضرهْ
أغادرُ ابنة الصحراء
وأخلعُ عني السمرةْ
أقبلُ وجنة الأرض
شفاهي لامستْ ورده
فأدركُ حينها أن
مياهُ الغرب لا تروي
دماً عربي
ولا تقضيْ
لهُ وطرَه...!
- بريطانيا