لا نستطيع أن نصف الثقافة السعودية أو على الأقل هذا ما أعتقده أنا بأنها «ثقافة تنويرية» أو أننا نستطيع أن نراهن على قدرتها أن تُصبح مصدرا تنويريا، ليس لأن الأمر متعلق بالجدلية القائمة هل الثقافة هي مصدر التنوير أم أنها تابعة لمصدر التنوير؟.
إنما الأمر هاهنا متعلق بعدة إشكاليات منها إشكالية الدور والتأثير وهذه الإشكالية تقوم على عدم قدرة الراصد
...>>>...
غلطتنا أننا لم ننصب فخاخاً للسحابة حين عبرت من فوق رؤوسنا المائلة نحو أقدامنا، كأنما كنا نخشى أن نضلَّ طريقنا إلى البئر المعمّقة - المعملقة - العتيقة..
(سحقاً لنا) سنقولها ربما - حتماً - حين تصل بنا خطواتنا إلى ما كنا نهرب من مجرد التفكير فيه. فها هي التقارير من حولنا تقول إننا سنبحث حول أنفسنا طويلاً، وسندور في أماكننا، وسنبحث عمّن يديرنا ويدور من حولنا باحثاً فينا عن آبار أخرى غير تلك
...>>>...
وهذا سادس مطالب هذا الكتاب وهو ما أجاب عنه من أسئلة مجلة المعرفة؛ إذ سئل أستاذنا بمجموعة من الأسئلة كان أولها عن رأيه في قول من يدعو إلى تأجيل الاهتمام بالعربية والانصراف إلى إتقان العلوم وإن كانت تُعلَّم بغيرها؛ لأنه متى قوي أهل اللغة قويت لغتهم وأثرت في الحضارة. وكان من جوابه أن لا تلازم بين قوة اللغة وتأثيرها؛ فقد كانت لغة الجاهلية قوية غير
...>>>...
تقييم الأفعال وردودها، والحديث عن مدى سلامة الأفكار واعتلالها، جزءٌ من «البحث عن الحقيقة»، تلك الفكرة الموغلة في تقليديتها لم تفتأت تتحكم بتفاصيل خياراتنا، ولم تفتأ تجعل البشر على اختلاف مرجعياتهم واهتماماتهم يسعون في الحياة من منطلق افتراض وجودها، وحقهم في الوصول إليها، ولم نكن لنبحث ونتحدث ونتداول التصرفات/ المعتقدات/ الأفكار/ المدارس ونقيّمها لو لم يكن ثمة ميزان متخيل في أذهاننا لقياس أفضلية
...>>>...
يعي بطل قصة «هروب البطل» معنى قصدية المؤلف فيتخذ منها موقفاً مضاداً يفرض فيه قصدية بديلة تنافسها على مستوى الحيز التأليفي، فيكشف مكونات ماوراء السرد، خاصة وهو يجسد قلق الكتابة في ملامح المؤلف حين يقف على باب غرفته:
« كانت ملامحه حزينة ومرهقة..
وعيناه مشوشتان ومرتبكتان..
قال لي: لم أنم البارحة».
تفضح هذه الملامح تخييلية السرد وتصور علاقة
...>>>...
تقول الطرفة: «أتى حكيم إلى رجل فقال: هل أدلك على ثلاث إن فعلتها نلت رضا الناس؟ قال الرجل: لا. فقال الحكيم: لماذا؟ قال الرجل: بس مابي (يعني: لا أريد)! فتفشّل الحكيم ومشى».
ما المغزى من هذه الحكاية؟ وما الفكرة التي دفعت مبتكرها إلى صياغتها بهذه الطريقة؟ هل هو تعبير عن التباين بين وصفة الحكمة التي أراد الحكيم تقديمها إلى الرجل البسيط، ووصفة
...>>>...
ساكنة الحياة في بيوتنا، لا لأن المشاكل لا تطرق أبوابنا، بل لأننا لا نعيش الحياة بتفاصيل يومية بل بمواسم ومناسبات سنوية وأبعد، ليس هنالك شؤون شخصية وأيام تختلف من شخص لآخر، جميعنا مساقون في أيام واحدة متشابهة لا تتميز عن بعضها، تتقطعها حوادث محض قدرية، أيام منزوعة اللون والطعم، معلقة في روزنامة سنوية لا يتغير فيها إلا التواريخ فقط، أيامنا التي نعيشها هي هذه الحياة الساكنة جداً عن الحركة في
...>>>...
ولا يستقل تفكيك التعصب عن تفكيك التطرف الديني الذي حاولته المعالجات الروائية، لأنهما ينهلان من معين واحد وينطبعان بالطوابع الدوغمائية نفسها. ونموذج التفكيك للتطرف الديني روائياً يأخذ أهميته الظرفية في تصاعد عنف الجماعات الإرهابية المسيّسة التي أدلجت الدين الإسلامي وتمسّحت به زوراً وبهتاناً في تفجيرات غادرة وممارسات عنيفة طاولت الأبرياء حتى من
...>>>...
في إحدى مقالاته عن الأدب الثوري.. تحدث الكاتب الأمريكي البريطاني كريستوفر هيتشنز عن الكتابة الساخرة، وعن «السخرية» كفعل أدبي ثوري.. مستشهداً بالعديد من الكتابات الأدبية اليسارية وغيرها.. وانتهى إلى أن السخرية هي ثورة بمعنى ما. السخرية تعني التمرد على الواقع والقرف منه لدرجة السخرية والضحك عليه، وصناعة النكتة الموجعة التي تنتقد الواقع وتمارس الفضح الفني على المشاكل الاجتماعية والسياسية
...>>>...
إنك إذا كنت مؤهلاً عقلياً، ومعتمداً على عقلك المؤهل وحده ورافضاً كل ما لا يقبله من الأشياء، مهما بلغ تقديس المحيطين بك لها أو إعجابهم بها أو إصرارهم عليها، وقادراً على تنحية عواطفك وموروثاتك عند التفكير في قضية ما، فإنك حينئذ ستصل إلى ما أريدك أن تصل إليه من خلال كتابتي لهذه المقالة.
أريدك أن تصل إلى تلك المرحلة العظيمة من مراحل حرية العقل، التي تجعلك صلب القناعات الحرة، التي وصلت إليها
...>>>...
يبقى الإنسان بحكم إنسانيته وعفويته وفطرته يتعامل مع الحياة ببساطة، وبصورة تلقائية في كثيرٍ من المواقف مهما كان حريصاً، ونتيجة لهذه المواقف لابد أن يكون في أحدها على أقل تقدير ينحو إلى تصرف قد يجانب الصواب أحياناً، وهذا أمر طبيعي بحكم الفطرة البشرية، والتي هي ليست منزهة عن الخطأ والنسيان وبعض الهفوات، كونه غير محاط بالعصمة المطلقة. فالإنسان لا مفر له من الخطأ، مهما كان حذراً ودقيقاً في
...>>>...
في صيف هذا العام كان لي لقاء مع الطبيعة البريطانية المتميزة امتدَّ أكثر من أسبوعين، حيث الأجواء الاستثنائية الخلابة، والثقافات المتنوعة، والعادات والتقاليد المختلفة، فبدءاً من (كامبردج) تلك المدينة الريفية الهادئة، وانتهاءً بعاصمة الضباب (لندن) التي يلفها الضجيج، ومروراً ب(أكسفورد) صاحبة المنارات العلمية الشهيرة، و(برايتون) التي تعجز الأحرف عن
...>>>...