تأليف: الفاتح كامل
الناشر: الدار العربية للعلوم (ناشرون) 2012
الصفحات: 173 صفحة من القطع المتوسط
الكتاب قراءة في المشهد السوداني السياسي المعاصر، يضم مجموع مقالات وقراءات وتحليلات حول ما أسماه المؤلف «مؤامرة تقسيم السودان» حيث تناولت تلك المقالات؛ مثلث النفط الموجود في المنطقة المشتركة بين غربي السودان - دارفور تحديداً - وتشاد المجاورة؛ بالإضافة إلى ليبيا
و الأحداث المتسارعة وخطورتها على مجمل الوضع، وسط صراع القوى الكبرى وتكالبها على مناطق النفوذ في منطقة حيوية تكتسب في كل يوم جديد أهمية إستراتيجية واضحة.
يقول المؤلف:»يحسب للحكومة السودانية والحركة الشعبية تحقيق اتفاقية سلام الجنوب مما عزّز الأحلام الكبيرة بأمن وسلام يعم الجميع عشية توقيع تلك الاتفاقية في نيفاشا. إلا أن الخروقات الأمنية التي حدثت لاحقاً في العاصمة القومية الخرطوم والانفلاتات الأمنية التي حدثت في مدن الجنوب الأكثر استقراراً، مثل ملكال، أعادت إلى الأذهان القلق على مستقبل تلك الاتفاقية ومستقبل بقية الاتفاقات التي وقعت بعد ذلك في أبوجا وأسمرا، مع ملاحظة أن توقيع تلك الاتفاقات في تلك الدول يشير إلى اعتراف الدولة السودانية ضمناً بدور إقليمي لتلك الدول في تقرير مصير السودان والمثال الأبرز على ذلك، والذي لا يزال ماثلاً في الأذهان، هو الدور الأسترالي في فصل تيمور الشرقية عن إندونيسيا، الدولة الإسلامية. وهو ما لم تلتفت إليه الحكومة بشكل أو بآخر في غمرة تلهفها على تحقيق انتصارات سلمية على الأرض. على كل حال، يعتبر استمرار وتيرة الصراع مع جبهة الخلاص في غرب السودان مؤشراً حاسماً على أن السلام لا يزال يحتاج إلى مزيد من الجهد لتحقيقه أولاً، ثم المحافظة عليه ثانياً. كما أن الصراعات الداخلية الجنوبية - الجنوبية من جهة والجنوبية - الشمالية من جهة أخرى، حتى بعد توقيع اتفاقية السلام، تؤشر بصورة حاسمة تماماً إلى أن احتمالية انفصال الجنوب السوداني واردة في حالة الفشل في حصد نتائج هذه الاتفاقيات من تنمية واستقرار وأمن، بقدر ما يؤشر أيضاً إلى احتمالية استمرار الوحدة إذا استطاع الجانبان الاحتكام إلى صوت العقل واللجوء إلى إجراءات عاجلة لا بد منها لإزالة كافة معوقات التنمية في الجنوب، وذلك من أجل حماية الوحدة وجعلها أكثر جاذبية لكل الأطراف».