سُحقاً أيتها السرائر ..!
كنّا نحسبكِ المخرج لأرواحنا ..!
فالخيالات كلها كانت واسعة ..
تتعبنا في تفصيل الأحلام على مقاسها ..
أما اليوم ..
فهي ضيقة جداً ، من دون تعب أقصر الأحلام تكفيها ..!
قل يعقل ..أو لا تقل
فكلاهما الآن ...واحد !
النهار ..أصبح ليلاً
والليلُ أصبح نهاراً
في هذا الزمن يا أحباء
قد تساوت المتناقضات ..!
الأعداء ..هم الأصدقاء
والأصدقاء ليسوا أصدقاء !
ها أنذا اليوم بدأت أكتب قصة فراقنا المؤلمة، إنني متحيّرة جداً بشأن بدايتها لست أدري من عند ماذا أبدأ بالضبط، قد ابتدئ بها من النهاية لكني بمجرد أن أتذكر بساطة نهايتها مقارنة بتوقعاتي أؤجلها لحينها وأشارف على الابتداء بها من المنتصف من اللحظة التي بادلتني فيها نظرتك المزوّرة فأتردد وأساءل نفسي هل من هنا بدأنا فعلاً؟ لا إن هذه النقطة لم تكن البداية؛ بل كانت نهاية البداية.. ولماذا كل هذه البلبلة؟
لوهلة توقفت عن الكتابة وزمجرتُ، الحكاية قد لا تكون لها بداية أصلاً.. ولا يهم، فما يهمني هو تخليص ذاكرتي من جميع اللئام الذين لا يستحقون ربع وجودي.. إنه لا يسرني على الإطلاق كتابتهم أو كتابة بعضهم بأفضل الأحوال، ليس من الممتع أن أحوّل شيئاً ضئيلاً بعيني وضئيلٌ جداً لدرجة يصعب معها رؤيته إلى أحرف تتوسد الورق الذي هو بعيني من أثمن ممتلكاتي فتتشكّل مجموعة من الكلمات التي لا تنتمي لغيري، ولكن ماذا عساي أن أفعل؟ والحيلُ قد ضاقت بي ذرعاً؟ والحلول اللاتي جربتها تعذّرت عن تخريجهم مني.. حتى الدنيا ! ذهبت إلى أقصاها حتى أتنفس وأعود بذاكرة منقّحة ولكني لم أعد إلاّ بروح مختنقة بهم وذاكرة مزدحمة بهم أكثر وأكثر فَ يالَ الخيبة..
احتكار..؟
إنكم ترون الأقمار رغم أنها بعيدة عن كوكبكم بعدا طويلا، وقياساً عليها أخبروني هل يصل نوركم إلى أعدائكم بنفس المقدار الذي يصل إلى ذويكم وأصدقائكم وعامة الخلق؟ هل ثمة من يطال قلوبكم ويستبيح القطع الذهبية من أرواحكم وأنتم خلاصة البشر، تراثيون لم تعتادوا على تخصيص زواياكم للضعفاء..؟
بريدة
