هذه الأسماءُ (شوقِي، وحمدِي، ورمزي، وحُسني، وجِنِّي [والد أبي الفتح عثمان بن جنِّي. وهو منقول عن الرومية، وليس منسوبًا إلى (جِنٍّ))، وأمثالُها أسماءٌ منقولةٌ من الأعجميَّةِ إمَّا بلفظِها، وإمَّا بطريقةِ تركيبِها. وذلك أنَّه ليس في العربيَّةِ اسمٌ معرَبٌ مختومٌ بياءٍ في جميع أحوالِه. فإذا أردتَّ أن تحكيَها باللِّسانِ العربيِّ، وجبَ عليكَ أن تجريَها مُجرَى الأسماءِ العربيَّةِ.
وأنت حينَ إذٍ بينَ أمورٍ ثلاثةٍ، أحدُها أن تلحِقَها ببابِ قاضٍ، فتقولَ: (جاءَ شوقٍ، ورأيتُ شوقِيًا، ومررتُ بشوقٍ). وهذا ضعيفٌ مرذولٌ، لأنه يوجِبُ إحالةَ الاسمِ عن وجهِهِ، والإخلالَ بصورتِه بالحذفِ. والثاني أن تلحِقَها بالمختومِ بياءِ النّسب، فتقولَ: (جاءَ شوقيٌّ، ورأيتُ شوقيًّا، ومررتُ بشوقيٍّ).
وهذا أيضًا يقتضِي تغييرَ صورةِ الاسمِ بالزِّيادةِ. والثالثُ أن تلحِقها بالمسمَّى بالمضافِ إلى ياءِ المتكلِّمِ، نحو رجلٍ سمَّيته بـ(غلامي). وهذا أشبَه بالصَّوابِ، إذْ كان أحفَظَ للاسمِ من التصرُّف، والتغييرِ، فتقول: (جاءَ شوقِيْ، ورأيتُ شوقِيْ، ومررتُ بشوقيْ)، وتعرِب الياءَ بالحركاتِ المقدَّرةِ على آخِرِه التي منعَ من ظهورها الحكايةُ. وإنَّما لزِمتَ الحكايةَ، ولم تجعَلْ آخِرَه مُعْتَوَرًا للإعرابِ لأنه معمولٌ فيه قبلَ التسميةِ، وما كان معمُولاً فيه قبلَ التسميةِ فإنه يَبقَى على حالِه بعدَ التسمية إذا كانَ عامِلُه بعضَ الاسمِ، وكان ثابِتًا غيرَ محذوفٍ، قال أبو بِشر رحمه الله: (ولو سمَّيتَ رجلاً بـ»غلامهم»، أو «غلامهما»، لم تحرّف واحدًا منهما عن حاله قبلَ أن يكون اسمًا، ولتركتَه على حالِه الأوَّلِ في كلِّ شيء) )الكتاب 2/ 227(، وقالَ أبو العباس المبرّد رحمه الله: (إذا سمَّيتَ رجلاً «لِتَقُمْ»، أو «لم تقُمْ»، أو «إن تقُمْ أقُمْ»، فالحكاية، لأنه عامل، ومعمول فيه إذا جئتَ بالعاملِ معه) )المقتضب 1/ 35(. وقد يجوز لك أن تفتَح الياءَ، فتقولَ: (جاءَ شوقيَ، ورأيتَ شوقيَ، ومررتَ بشوقيَ) كما تقولُ: (جاءَ غلاميَ، ورأيتُ غلاميَ، ومررتُ بغلاميَ)، لأنَّك لما ألحقتَه بنحو (غلامي) جازَ لك فيه ما يجوز في يائه من الفتحِ، والإسكانِ، إلا أنَّ الإسكانَ أعْدَلُ، وأبقَى لصورةِ الاسمِ. وهو مقصَدٌ من المقاصِدِ المرعيَّةِ في العربيَّةِ.
faysalmansour@gmail.com
مكة المكرمة